للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل؟ قال: المنزلة التي وسعت ابن آدم إذ قال لأخيه:) لئن بسطتَ إليَّ يدكَ لتقتلَني ما أنا بباسطٍ إليك يدي لأقْتُلَك إني أخافُ اللهَ ربَّ العالمين (. قال: فهلاَّ وسعتك هذه المنزلة يوم الجمل؟ قال: إنا قاتَلْنا يوم الجمل من ظَلَمَنَا. وقال الله عزَّ وجلَّ:) ولَمَنِ انتَصَرَ بعد ظلمِهِ فأولئك ما عليهم من سبيل إنَّما السبيلُ على الذين يظلمونَ الناسَ ويبغونَ في الأرضِ بغيرِ الحقِّ أولئكَ لهم عذابُ أليم ولَمَن صَبَرَ وغَفر إنَّ ذلك لَمِن عزْم الأمور (. فقاتلنا نحن من ظَلَمَنَا، وصبر عثمان. وذلك من عزم الأمور.

وقال عليٌّ رضي الله عنه لما رأى تثبُّط أهل العراق عن الجهاد وكثرة عصيانهم له: " إنَّما أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض ". عنى بالثور الأبيض عثمان بن عفان لأنه كان شيخا كبيرا. والثور: السيد العظيم من الرجال.

وقُتل رضي الله عنه وهو ابن اثنين وثمانين سنة، قاله الواقديُّ، وقال: لا خلاف عندنا في ذلك، وقاله أيضا أبو اليقظان، وقال ابن إسحاق: قيل: وهو ابن ثمانين سنة. وقال غيره: قُتل وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل: ابن تسعين سنة. وقال قتادة: قُتل وهو ابن ست وثمانين سنة. وكان قتله يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجَّة سنة خمس وثلاثين، يوم التَّروية، قاله الواقديُّ. وقال: هذا ما لا خلاف فيه. وقيل: قُتل يوم الأضحى لقول حسان بن ثابت يرثيه:

مَن سرَّهُ الموتُ صِرفاُ لا مِزاجَ له ... فليأتِ مأدُبةٌ في دارِ عثمانا

ضحَّوا بأشمطَ عنوانُ السجودِ به ... يُقطِّعُ الليلَ تسبيحاً وقُرآنا

وأكثر من رثاه من الشعراء يذككرون أنه قُتل يوم الأضحى. وقال أيمن بن خُزيم بن فاتك الأسديُّ:

<<  <  ج: ص:  >  >>