لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها. وأخذه أبو جعفر من الفاطميين وأمر به فضربت عنقه صبرا. وبعث برأسه إلى الهند، وظهر أنه رأس محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين.
وأما عمرو بن عبد الله أخو محمد الملقب بالديباج، فهو والد العرجيُّ الشاعر واسمه العرجيِّ عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. كذا نسبه ابن قتيبة في " المعارف ". وقال أبو الفرج الأصفهاني وأبو عليٍّ القاليّ: هو عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. وقيل له العرجيُّ لأنه كان ينزل " العَرْجَ " وهو موضع قبل الطائف. وكان يهجو إبراهيم بن هشام المخزوميّ خال هشام بن عبد الملك. فأخذه فحبسه فهلك في السجن. وهو قائل " وهو محبوس ":
كأني لم أكنْ فيهمْ وسيطا ... ولم تكُ نِسبتي في آل عمرِو
ومن موالي عمرو بن عثمان داود بن الحصين: روي عن عكرمة مولى ابن عباس وغيره من التابعين. وروى عنه مالك ومحمد بن إسحاق وغيرهم.
وأما أبان بن عثمان فهو من فقهاء التابعين وأفاضلهم. وروى عن أبيه عثمان وغيره من الصحابة. وحضر الجمل مع عائشة، وكان الثاني من المنهزمين وكانت أُمُّه وأمُّ عمرو أخيه أمُّ جنيدب بنت عمرو بن خممة الدَّوسيُّ. وكانت حمقاء تجعل الخنفساء في فمها، وتقول: حاجيتك ما في فمي. وكان أبان أبرص وأحول. يلقَّب نفيعا. وأصابه الفالج، وكانت عنده أمُّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر. وخلف عليها بعد الحجاج. وكان له عقب كثير منهم: عبد الرحمن بن أبان: كان عابدا مجتهدا. روي عنه الحديث.
موالي عثمان حمران وكيسان وذكوان.
فأما حمران فكان يكنى أبا يزيد. وهو حمران بن أبان بن عبد عمرو من سبي عين التَّمر، سباه المسيَّب بن نَجَبَة الفزاريُّ زمن أبي بكر وأمير الجيش خالد بن الوليد، فوجده مختونا، وكان يهوديا اسمه طُوَيد. فأشتُريَ لعثمان ثم أعتقه،