وصار يكتب بين يديه، وروى عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنَّة ". ثم غضب عليه عثمان فأخرجه إلى البصرة، فكان عين له بها. ولما قُتل مصعب وثب حمران فأخذ البصرة، ولم يزل كذلك حتى قَدِمَ من عبد الملك من عزله. ولما قَدِم الحجاج البصرة آذاه، وأخذ منه مئة ألف درهم. فكتب إلى عبد الملك يشكوه. فكتب عبد الملك أن حمران أخو من مضى وعمُّ من بقي، فاحسن مجاورته ورُد عليه ماله.
وأما كيسان: فهو أبو فروة وابنه عبد الله بن أبي فروة. كان صاحب أمر مصعب بن الزبير. فلما قُتل مصعب حمل ما كان معه من المال عشرة آلاف درهم، فذهب به إلى المدينة. وعدد ولده بالمدينة كثير، وقدرُهُم عظيم.
وأما ذكوان: فهو أبو أبي الزناد المحدِّث ويقال: ذكوان أخو أبي لؤلؤة لعنه الله قاتل عمر رضي الله عنه، وكان مولى بنت شيبة بن ربيعة بنت عمِّ هند بنت عتبة بن ربيعة أمِّ معاوية. وكانت رملة تحت عثمان بن عفان، وهاجرت معه. وفي ذلك تقول له هند بنت عتبة:
لحى الرحمنُ صابئة بوجٍّ ... بمكة عند أطرافِ الحَجُونِ
ومن بنات عثمان عائشة وأمُّ أبان فأمَّا عائشة فحضرت دفن عثمان ومعها مصباح في حُقٍّ ليلا. وقد تقدَّم ذكر ذلك.
وأما أمُّ أبان: فقد وقع ذكرها في حديث كتاب الجنائز من صحيح مسلم عن عبد الله بن أبي مُليكة ... قال: كنت جالسا إلى جنب عبد الله بن عمر، ونحن ننتظر جنازة أمّ أبان ابنة عثمان، وعنده عمرو بن عثمان. فجاء ابن عباس يقوده قائد مارّا. فأخبره بمكان ابن عمر، فجاء حتى جلس إلى جنبي، فكنت بينهما، فإذا صوت من الدار. فقال ابن عمر، كأنه يعرض على عمرو أن يقوم: فبينما هم