سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنَّ الميِّت ليُعذَّب ببكاء أهله ".
واسم أبي الزناد عبد الله، ويكنى أبا عبد الرحمن. وغلب عليه أبو الزناد، وكان يجد من الدعاء به، وكان من الثُقات الحفَّاظ. وهو من أشياخ مالك، وله عنه في الموطأ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وخمسون حديثا مسندة كلُّها. وروى الأصمعيُّ عن عبد الرحمن بن أبي الزِّناد أنه قال: أصلنا من همدان. وقال أشعب بن أمِّ حُميدة الطامع: ونشأت أنا وأبو الزناد في حجر عائشة بنت عثمان بن عفان. فما زال يعلو وأسفل حتى بلغنا الغاية.
وقيل أن أبا الزناد وفد على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة. فسأل هشام ابن شهاب: أيّ شهر كان يخرج العطاء لأهل المدينة؟ فقال: لا أدري. قال أبو الزناد: فسألني هشام فقلت: المحرَّم. فقال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر، هذا علم أخذته اليوم. فقال ابن شهاب: مجلس أمير المؤمنين أهلٌ أن يُفاد منه العلم.
ومات أبو الزناد فجاءة في مغتسله في شهر رمضان سنة ثلاثين ومئة.
وابنه عبد الرحمن بن أبي الزناد: يُكنى أبا محمد، وولي خراج المدينة. وقدم بغداد، ومات بها سنة أربع وسبعين ومئة، وهو ابن أربع وسبعين سنة، وروي عنه الحديث.
وأخوه أبو القاسم بن أبي الزناد: قد روي عنه.
وابنه محمد بن عبد الرحمن: كان بينه وبين أخيه في السنِّ سبع عشرة سنة، وفي الوفاة إحدى وعشرون سنة. وكان لقي رجال أبيه، ولم يُحدِّث عنهم حتى مات أبوه ودُفن هو وأبوه ببغداد في مقابر باب التِّبن. وقال يحيى بن معين: عبد الرحمن بن أبي الزِّناد ضعيف في الحديث، وابنه محمد كذلك. وابن معين إمام هذا الشأن.