على رأسه تُرابا، وانطلق لحاجته. أفما ترون ما بكم؟ قال: فوضع كلُّ رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب. ثم جعلوا يطَّلعون فيرون عليا على الفراش متسحِّيا ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائما، عليه بردُه. قال: فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا. فقام علي عن الفراش. فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي كان حدَّثنا. وكان ممَّا أنزل الله تعالى من القرآن في ذلك اليوم، ما كانوا أجمعوا له من المكر بالنبي عليه السلام:) وإذ يمكرُ بك الذينَ كفروا لِيُثْبِتوكَ أو يُخرِجوكَ ويَمكُرون ويمكرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين (.
ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أقام علي بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدَّى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس أمره بذلك صلى الله عليه وسلم، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل معه على كُلثوم بن هدم الأوسي.
وأجمع رواة الآثار على أن عليا صلَّى القبلتين، وهاجر، وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد، وأنه أبلى ببدر وبأُحد والخندق وخيبر بلاء عظيما، وأنه أغنى في تلك المشاهد، وقام فيها المقام الكريم، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في مواطن كثيرة. وكان يوم بدر بيده على اختلاف في ذلك.
لما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده دفعه رسول الله صلى