قال: قال النبي عليه السلام: " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت عمران ".
وذكر ابن السرَّاج قال: نا محمد بن الصباح قال: نا علي بن هاشم عن كثير النَّواء عن عِمران بن حُصين أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم عاد فاطمة، وهي مريضة، فقال لها:" كيف تجدينك يا بُنية؟ " قالت: إني وجعة، وإنه ليزيدني أني مالي طعام آكله فقال:" يا بُنية، أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ " فقالت: يا أبت، فأين مريم بنت عمران؟ قال:" تلك سيدة نساء عالمِها، وأنت سيدة نساء عالمك. أما والله، لقد زوَّجتك سيِّدا في الدنيا والآخرة ".
ابن السراج بسنده عن جُميح بن عُمير قال: دخلت على عائشة فسُئلتْ أيُّ الناس كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة. قلتُ: فمن الرجال؟ قالت: زوجُها، إن كان ما علمتُهُ صوَّاما قوَّاما.
مسلم: حدَّثني زُهير بن حرب قال: نا يعقوب بن إبراهيم قال: نا أبي عن أبيه أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة، رضوان الله عليها، حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته، رضي الله عنها، فسارَّها، فبكت. ثم سارَّها، فضحكت. فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا؟ الذي سارَّك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارَّك به فضحكت؟ قالت: سارَّني فأخبرني بموته فبكيت. ثم سارَّني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت.
وتُوفيت فاطمة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين ليلة. قاله ابن بُريدة عن أبيه. وقال عمرو بن دينار تُوفيت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر. وقيل: توفيت بعده بستة أشهر، وهو قول أكثر أصحاب التواريخ والآثار، وقال مسلم في الصحيح، وقال ذلك محمد بن علي أبو جعفر الباقر وابن هشام.
وقال محمد بن عمر الواقديُّ: حدَّثنا مَعْمر عن الزُّهري، عن عروة، عن