وُلد الحسين في شعبان سنة أربع من الهجرة. ويكنى أبا عبد الله. وعلقت فاطمة بالحسين بعد وضعها الحسن بخمسين يوما. قاله الواقدي. وكان الحسين رضي الله عنه من الفقهاء العاملين بالكتاب والسنة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ". هكذا حدَّث به العُمريُّ عن الزَّهريِ، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، عن الزُّهريِّ، عن سنان بن أبي سنان الدُّؤلي عن حسين بن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في ابن صائد:" اختلفتم وأنا بين أظهركم وأنتم بعدي أشدُّ اختلافا ". وحديث " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وهو ثُلُث الإسلام ". رواه أيضا أبو هريرة.
وروى سفيان بن عُيينة عن عبد الله بن شريك عن بِشر بن غالب قال: سمعت ابن الزبير وهو يسأل حسين بن علي: يا أبا عبد الله، ما تقول في فكاك الأسير على مَن هو؟ قال: على القوم الذين أعانهم. وربما قال: قاتل معهم. قال سفيان: يعني يُقاتل مع أهل الذِّمَّة فيُفَكُّ من جزيتهم، قال: وسمعته يقول: يا أبا عبد الله متى يجب عطاء الصبيِّ؟ قال: إذا استملى وجب عطاؤه ورزقه. وسأله عن الشرب قائما، فدعا بلقحة له فحُلبت وشرب قائما، وناوله، وكان يُعلِّق الشاة المَصْلية فيُطعمنا منها، ونحن نمشي معه.
وكان كثير الصلاة والصيام والحج. حجَّ رضي الله عنه عشرين حجَّة، ماشيا. قال ذلك مصعب بن عبد الله الزبيريُّ. وكان رضي الله عنه متواضعا. مرَّ على قوم من المساكين، وكان راكبا، فسلَّم عليهم، وهم قد وضعوا كسرا