للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدب، فقال:) خُذِ العفو وأمُر بالعُرفِ وأعرض عن الجاهلين (. فلما وعى عن الله عزَّ وجلَّ ما أمره قال:) وإنك لعلى خلق عظيم (. فلما قبل منه ما فوَّض إليه قال:) وما آتاكم الرسولُ فخذُوهُ وما نهاكم عنه فانْتَهُوا (. وقال رضي الله عنه: " وإنَّ شرَّ الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق. وإنَّ شرَّ الآباء مند دعاه البرُّ إلى الإفراط ".

وولد محمد الباقر جعفرا وهو الصادق: ولده أبو بكر الصديق، رضي الله عنه مرتين. أمُّه أمُّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمُّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. وكان من ساكني المدينة. وبها مات في خلافة أبي جعفر في قول المدائني والواقدي. قال الواقديُّ: لمَّا خرج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بالمدينة على أبي جعفر هرب جعفر بن محمد إلى ماله بالفُرُع. فلم يزل هنالك مقيما متنحِّيا عما كانوا فيه، حتى قُتل محمد فلما قُتل محمد واطمأنَّ الناس وأمِنوا رجع إلى المدينة، فلم يزل بها حتى تُوفي سنة ثمان وأربعين ومئة. وهو يومئذ ابن إحدى وسبعين سنة. وكان فاضلا، وتكذِب عليه الشيعة كثيرا، وكان من شيوخ مالك وسفيان الثوريِّ. ولمالك عنه في الموطأ تسعة أحاديث، منها خمسة متصلة مسندة، أصلها حديث واحد وهو حديث جابر الطويل في الحج، والأربعة منقطعة، وكان يُكنى أبا عبد الله.

وكان أبو جعفر يعُظِّمهُ ويعرف له حق القرابة والطاعة. وأراده مرة بسوء لأمر باطل قُرف به، فصرف الله عنه. وعلم أبو جعفر براءته وصدقه وإخلاصه ونصحه، رضي الله عنه وعن آبائه.

وولد جعفر موسى. وولد موسى عليا وهو الرِّضى، وهو مولى معروف الكرخي الزاهد. وحدَّث الرِّضى عليُّ بن موسى عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليِّ بن.... وبايع المأمون لعليِّ الرِّضى بولاية العهد بعده بخراسان. وأمر الناس بلباس الخُضرة وترك السَّواد. فلما بلغ أهل بغداد ما فعل من ردِّ الأمر إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>