للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجله نفعه عمله ولم يضره أمله ومن لم يعمل في أيام مَهَله قبل حضور أجله ضَرَّه أمله وساءه عمله ".

وخطب رضي الله عنه يوما فقال: " أيها الناس، اتقوا الله الذي إن قلتم سَمع، وإن أضمرتم علَم. وبادِروا الموت الذي إن هربتم أدرككم، وإن أقَمتُم أخذكم ".

وخطب رضي الله عنه، فقال: " إن التَّققوى يوم القيامة مطايا ذُلُل ركبها أهلها، وأعطَوها أزِمَّتها. فسارت حتى أتت ظلاً ظليلا، فنزلوا، فتحدَّثوا، ففُتح لهم أبواب الجنة، ففاح عليهم زهرتُها ونَعيمُها. وقيل: ادخُلوها بسلام آمنين. ألا وإنَّ الخطايا خَيلٌ شُمُس، حُمل عليها أهلُها، ونُزع لُجُمها، فحمحمت بهم، حتى ألقتهم في النار ".

وخطب، رضي الله عنه، فقال: " ألا وإن الأمل يُسَهِّي العقل، ويُورث الحسرة. ألا فاعزِفوا عن الأمل كأشدِّ ما أنتم عن شيء عازِفون ... غرر، وصاحبه مُعنَّى مغرور. فافزعوا إلى قوام دينكم بالجدِّ في أموركم، فإني لم أر كالجنة نام طالبُها، ولا كالنار نام هاربُها. فتزَوَّدوا في الدنيا ما تَحوزون به أنفسَكم في الآخرة، واعملوا خيرا تُجزوا به خيرا يوم يفوز بالخير مَن يقدِّمُه ".

وكتب رضي الله عنه إلى عثمان بن حُنيف الأنصاريِّ الأوسيِّ حين استعمله على البصرة:

" أما بعد، فقد بلغني أنَّ بعض قُطَّان البصرة دعاك إلى مأدُبة، فأسرعت. وكرَّت عليكم الجفان، فكرعت، فأكلت أكل يتيم نهم، أو ضبع قرِم. وما خلتك تأكل طعام قوم عائلهم مجفوٌّ، وغنيُّهم مدعوٌّ. واعلموا أن إمامكم قد اكتفى بطِمرته، يسدُّ فورة جوعه بقُرصته، ولا يُطعم الفلذة إلا في سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>