بالواحد السُفرَة، وانتطقت بالآخر. فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:" أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة ". وزعم ابن إسحاق أن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد إسلام سبعة عشر إنسانا.
وتوفيت أسماء بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة إلا ليالي عشرى، وقيل: عشرين، وقيل: بضعا وعشرين. وماتت وقد بلغت مئة سنة، وعُميت في آخر عُمرها.
وولدت للزبير عبد الله، وبه كان يُكنى، وبه كانت تُكنى عائشة رضي الله عنها، وعروة، وعاصما، ومات عاصم وهو غلام لا عقب له، والمنذر.
فأما عبد الله بن الزبير: فهو أول مولود في الإسلام من المهاجرين، هاجرت أمُّه أسماء وهي به حامل، فوضعته بقباء. مسلم: حدتنا أبو كُرَيب محمد بن العلاء، قال: نا أبو أسامة عن هاشم، عن أبيه، عن أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة. قالت: فخرجتُ وأنا مُتِمٌّ، فأتيت المدينة فنزلت بقباء. ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء يدخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنَّكه بالتَّمرة، ثم دعا له وبرَّك عليه، وكان أول مولود في الإسلام.
مسلم: عن عائشة قالت: جئنا بعبد الله بن الزبير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يحنِّكه، فطلبنا تمرة، فعزَّ علينا طلبها. وخرَّج مسلم أيضا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتي بالصِّبيان فيُبرِّك عليهم ويحنِّكهم. وقال الطبري: حدَّثني الحارث قال: نا ابن سعد قال: قال محمد بن عمر الواقديُّ: ولد ابن الزبير بعد الهجرة بعشرين شهرا بالمدينة، وكان أول مولود ولد من المهاجرين في دار الهجرة، فكبَّر، فيما ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، وذلك أن المسلمين كانوا قد تحدَّثوا أن اليهود يذكرون أنهم قد سحروهم، فلا يولد لهم. فكان تكبيرهم ذلك سرورا منهم بتكذيب الله اليهود فيما قالوا من ذلك.