من دور أبي بكرة بعشرة آلاف " درهم فدفنوه " فيها. وقيل: وهو ابن ستين سنة. وقيل: ابن اثنين وستين، لعشر خَلون من جُمادي الآخر سنة ست وثلاثين.
وسمع عليٌّ رضي الله عنه رجلا ينشد:
فتىً كان يُدنيهِ الغني من صديقِهِ ... إذا ماهو استغنى ويبعِدُه الفقرُ
قال: ذلك أبو طلحة بن عبيد الله رحمه الله.
وقيل: أنَّه لما انقضى يوم الجمل خرج عليُّ بن أبي طالب في الليلة التالية ليومه ومعه قُنبر، وبيده مشعلة من نار يتصفَّح بها القتلى حتى وقف على رجل قال: أهو طلحة؟ قال: نعم. فلمَّا وقف عليه قال: أعزز عليَّ أبا محمد بأن أراك معفَّرا تحت نجوم السماء، وفي بطون الأودية:
شَفيتُ نفسي، وقتلتُ معشري ... إلى اللهِ أشكو عُجَري وبُجَري
قوله: عُجري وبجري يقول: ما أسرُّ من أمري. قال الأصمعيُّ: وهو قول سائر في أمثال العرب، لَقي فلان فلانا فأبَثَّه عُجرَهُ " وبُجَرهُ ".
وقال الطبريُّ في تاريخه: قال عليٌّ رضي الله عنه حين أمسى من يوم " الجمل " وانحسر عن القتال: