للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البرُنُسِ وكان أبوه طلحة قد أمره أن يتقدَّم للقتال. فتقدم ونثل درعه بين " رجليه وقام " عليها. وجعل كلمَّا حمل عليه رجل قال: نشدُّ بحاميم. حتى شدَّ عليه رجل فقتله " فأنشأ يقول ":

وأشعثَ قوَّامٍ بآياتِ ربِّهِ ... قليلِ الأذى فيما تَرى العينُ مُسْلمِ

ضَممتُ إليه بالقناةِ قميصَهُ ... فخرَّ صريعاً لليدينِ وللفَمِ

على غير شيء أنْ ليس تابعاً ... علياً، ومن لا يتْبَعِ الحقَّ يظْلِمِ

يذكِّرني حاميمَ والرمحُ شاجرٌ ... فهلاَّ تلا حاميمَ قبلَ التقدُّمِ

وولد محمد بن طلحة إبراهيم: وكان أصلع أعرج سيدا، يسمَّى أسد الحجاز. و " استعمله " عبد الله بن الزبير على خراج الكوفة، ومات بمكة وهو مُحرم. ويُكنى أبا إسحاق. وسمع عا ... وأبا هُريرة وعمَّه عمر بن طلحة. وروى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل ومخرمة بن سُليم ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة.

وولد إبراهيم عمران ويعقوب. وأمُّهما بنت ... بن طلحة، وأمُّها لُبابة بنت عبد الله بن العباس وموسى. فولد " عمران بن " إبراهيم محمد بن عمران، قاضي المدينة لأبي جعفر. وولي القضاء أيضا ابني أمية، وكان جليلا مهيبا صارما. ولما بلغ موته أبا جعفر المنصور قال: اليوم استوت قريش. وكان بخيلا، وهو القائل حين عوتب في البخل: إني لا أجمُدُ عن الحق ولا أذوب في الباطل. ومات وهو على قضاء المدينة سنة اربع وخمسين ومئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>