طيباتُه في حياة الدنيا. وأخشى أن أحبس عن أصحابي بكثرة مالي.
الترمذي: حدثنا عبد الرحمن بن حُميد: حدثنا محمدُ بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أخبرنا ابن أبي ذيب عن مسلم بن جندب، عن نوفل بن إياس الهُذليِّ قال: وكان عبد الرحمن بن عوف لنا جليساً، وكان نعم الجليسُ، وإنه انقلب بنا ذات يوم، حتى إذا دخلنا بيته، ودخل فاغتسل ثم خرج. وأُتينا بصحفةٍ فيها خبز ولحم. فلما وضعت بكى عبد الرحمن، فقلت له: يا أبا محمد، ما يبكيك؟ فقال: هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهلهُ من خبز الشعير، فلا أرانا أُخِّرنا لما هو خير لنا.
وحدث الإمام أبو عبد الله أحد بن حنبل قال: نا أبو معاوية قال: نا العمش عن سفيان، عن أمِّ سلمة، قال: دخل عليها عبد الرحمن بن عوف قالت: فقالت: يا أمَّه قد خفت أن يُهلكني كثرة مالي؛ أنا أكثر قريش مالاً. قالت: يا بُنيَّ أنفق، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنَّ من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه ". فخرج عبد الرحمن ولقيَ عمر فأخبرهُ، فجاء عمر فدخل عليها فقال: بالله منهم أنا؟ فقالت: لا والله، ولا أُبِّرئ أحداً بعدك.
حلية عبد الرحمن قال الواقدي: كان رجلاً طويلاً، حسن الوجه، رقيق البشرة، فيه جُمة، أبيض " مُشرباً بحمرةٍ "، ولا يغيِّر رأسه ولا لحيته. وقالت سهلة بنت عاصم بن عدي زوجُه: كان أعين أقنى، طويل الثنيَّتين العُليَين، ربما أدمى نابهُ شفته، جعداً له جمَّة أسفل من أذنيه، أعنق تنظرُ إلى صورة وجهه كانَّ حباب الماء فيها، ضخم الكعبين، غليظ الأصابع. وقال ابن هشام: إنه جُرح يوم أحدٍ عشرين جِراحة أو أكثر، أصابه بعضها في رجله فعرج.
قال الواقديٌّ: ولد عبد الرحمن بن عوف بعد الفيل بعشر سنين، ومات سنة اثنتين وثلاثين، وهو يومئذ ابن خمس وسبعين سنةً. ورُوي عن أبي سلمة أنه