أشعر البُدن، وأول من سمَّى العروبة الجمعة. وكان خطيباً فصيحاً. وولد كعب مُرَّة، وقد تقدم ذكره وذكر ولده، وهو المقدم حقيقا. وكذلك أقدم كل أب من آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمود نسبه على إخوته، وعَديِّا وهُصيصاً. فأُّ مرة وعديٍّ وهُصيص وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر.
فمن بني عدي: عمر بن الخطاب، وسعيد بن زيد، ونُعيم بن عبد الله بن أسد بن عوف بن عبيد بن عَويج بن عدي بن كعب. ونُعيم: هو النحَّام، لأن النبي عليه السلام قال:" دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحِمةً من نُعيم فيها ". والنَّحمة: السَّعلة. وقيل: النَّحمة والنحنحة الممدود آخرها، فسمي بذلك " النَّحام ". وكان نُعيم قديم الإسلام. يقال: إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان يكتم إسلامه. ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة، لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي ويمونهم. فقالوا: أقم عندنا على أيُّ دين شئت، وأقم في ربعك واكفنا ما أنت كافٍ من أراملنا. فوالله لا يتعرض لك أحدٌ إلا ذهبت أنفسنا جميعاً دونك. وكانت هجرة نُعيم عام خيبر. وقيل: بل هاجر أيام الحديبية. وقال الواقديُّ ذلك وزاد: وشهد مع النبي عليه السلام ما بعد ذلك من المشاهد. وقُتل يوم اليرموك شهيداً في رجب سنة خمس عشرة.
ومنهم مُطيع بن الأسود بن حارقة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديِّ بن عديِّ بن كعب. مات مطيع بالمدينة في خلافة عثمان رضي الله عنه. ورَوى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره مسلم. فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا عليٌّ بن مُسهر ووكيع عن زكرياء عن الشعبيِّ قال: لأخبرني عبد الله بن مطيع عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: " لا يقتلُ قرشيٌّ صبراً بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة ". وقال: نا أبن نُمير قال: نا أبي قال: نا زكرياءُ بهذا الإسناد وزاد، قال: ولم يكن أسلم أحدٌ من عُصاة قريش غير مُطيع، كان اسمه العاصي، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مُطيعاً.