وابنه عبد الله بن مطيع: من جلَّة قريش شجاعة وجلداً وقُتل مع ابن الزبير. وكان على قريش أميراً يوم الحَرَّة. ذكر ذلك الواقديُّ: فلما هُزم أهل الحرة هرب ولحق بمكة. فلما حصر الحجاج ابن الزبير جعل عبد الله بن مطيع يقاتل ويقول:
أنا الذي فَررتُ يوم الحَرَّة ... والحرُّ لا يفرُّ إلا مَرَّه
لأجْزِينَّ كرَّةً بِفرَّه
وأمر عبد اله بن مطيع في الحرة مشهورٌ. وورد في صحيح مسلم منه ما نصُّه: مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبريُّ قال: نا عاصم، وهو ابن محمد بن زيد عن زيد بن محمد، عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مُطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادةً. فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من خلع يداً من طاعةٍ لقِيَ الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة لا حُجَّة له. ومن مات وليس في عنقهِ بيعة مات مِيتة جاهلية ". وكان على الأنصار يوم الحرَّة أميراً عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر عبد عمرو الراهب بل الفاسق بن صَفيَِ بن نعمان بن مالك بن أمة بن ضُبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس أخي الخزرج. وحنظلةُ أبوه: هو " غسيل الملائكة "، استشهد يوم أُحد. وتُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن حنظلة ابن سبع سنين، وروى عنه.
وقال أبو عمر بن البرِّ: أحاديثه عندي مُرسلة. وقُتل يوم الحرَّة سنة ثلاث وستين. وكانت الأنصار قد بايعته يومئذ، وكان مقدماً فيهم، خيِّراً فاضلاً. ومما يحقق بيعة الأنصار له يوم الحرَّة ما ذكره مُسلم فقال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنا المخزومي قال: وهيب قال: نا عمرو بن يحيى عن عبَّاد بن تميم،