الله في البدريين، وذكر خُنيساً، وروى محمد بن عمرو بن علقمة عن عمر بن الحكم بن ثوبان أنَّ أبا سعيد الخُدري قال: كان عبد الله بن حذافة بت قيس السَّهميُّ من أصحاب بدرٍ، وكانت فيه دُعابة. وكان عبد الله رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى بكتابه، يدعوه إلى الإسلام. فمزَّق كسرى الكتاب فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:" مزَّق الله ملكه ". وقال:" إذا مات كسرى فلا كسرى بعده ".
قال الواقدي: فسُلط على كسرى ابنه سِيرَويْه، فقتله ليلة الثلاثاء لعشرٍ مضين من جمادي سنة سبعٍ. وعبد الله بن حُذافة هذا هو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:" سَلُوني عمَّا شِئتم ": من أبي يا رسول الله؟ قال:" أبوك حُذافةُ بن قيس ". فقالت أمُّه: ما سمعت بابن أعقَّ منك! أأَمنت أن تكون أمُّك فارقت ما يفارق نساء الجاهلية، فتفضحها على أعين الناس؟ فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به.
ومن دُعابة أبي حُذافة عبد الله بن حذافة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّره على سرية، فامرهم أن يجمعوا حطباً ويُقدوا ناراً. فلما أوقدوها أمرهم بالتَّقحم فيها، فأبوا. فقال لهم: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعتي؟ وقال:" من أطاع أميري فقد أطاعني ". فقالوا: ما آمنَّا بالله واتَّبعنا رسوله إلا لننجو من النار. فصوَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلهم، وقال:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال الله: لا تُقتلوا أنفسكم " وهو حديث صحيح الإسناد مشهور.
روى عنه من المدنيين مسعود بن الحكم وأبو سلمة وسليمان بن يسار. وروى عنه من الكوفيين أبو وائل. ومن حديثه ما رواه الزُّهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنَّ عبد الله بن حذافة صلى فجهر بصلاته. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ناج ربِّك بقراءتك يابن حذافة، ولا تُسمعني، وأَسمِع ربك ". ومات في خلافة عثمان. قال ابن لهيعة: توفي عبد الله بن حذافة السَّهمي بمصر، ودُفن في مقبرتها رضي الله عنه.