مسلم: حدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر كلاهما عن أبي وهب، واللفظ لهارون قالا: نا عبد الله بن وهب قال: أنا عمرو، وهو ابن الحارث أنَّ يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدّثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجِّ، عن بُسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم السُّليمة أنَّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا نزلَ أحدُكم منزلا فليقل: أعوذُ بكلمات اله التامَّات من شرِّ ما خَلق، فإنه لا يضرُّه شيء حتى يرتحل منه ". قال يعقوب وقال القعقاع بن حكيم عن ذكوان أبي صالح، عن أبي هُريرة قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟ قال:" أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اله التامّات من شرِّ ما خلق لم تَضِرْكَ ".
وروى عن خولة هذه جماعة من التابعين مشاهير. منهم: سعيد بن المسيَّب وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن يحيى بن حبان المازنيُّ الأنصاري من بني مازن بن النجَّار. وهي التي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مُحاصر أهل الطائف إذ سألته إن فتح الله عليه الطائف حَلْيَ بادية بنت غيلان أو حلي الفارعة بنت عقيل، وكانتا من أحلى نساء ثقيف:" وإن كان لم يُؤذن لي في ثقيف يا خولة ". فذكرت ذلك لعمر الحديث، وهو مشهور.
وأمَّا قُدامةُ بن مظعونٍ: فكانت تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر. وشهد، بعدما شهد بدراً، سائر المشاهد. واستعمله عمر بن الخطاب على البحرين، ثم عزله، وولى عثمان بن أبي العاصي. وكان سبب عزله أنه شرب الخمر بالبحرين، فسكر، وشهد عليه بذلك الجارود سيِّد عبد القيس وأبو هريرة. فأمر عمر بقُدامة فجُلد، فغاضب عمر قدامة وهجره. ثم اصطلحا بعد في قُفول عمر من حجَّةٍ حجَّها، وقدامة معه، لرؤيا رآها عمر حين نزل بالسُّقيا في تلك الحجَّة، رضي الله عنهما. وقال عبد الرزاق بن همَّام: نا ابن جُريج قال: سمعت أيوب ين أبي تميمة قال: لم يحدَّ في الخمر أحد من أهل بدرٍ إلا قدامة بن مظعون. وتُوفي قدامة سنة ستٍّ وثلاثين، وهو ابن ثمان وستين.
ومن ولد قدامة بن مظعون عبد الملك بن قدامة: روى عن عبد اله بن دينار، وروى عنه ابن أبي أُويْس قال البخاريُّ في حديثه: تعرف وتنكر.