وأمَّا عبد الله بن مظعون، فقال الواقديُّ: توفي سنة ثلاثين، وهو ابن ستين سنة. ولاتُحفظ لأحد من بني مظعون رواية إلا لقدامة.
وأمّا السائب بن مظعون: فلم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين، وذكره هشام بن محمد بن السائب الكلبيُّ وغيره في المهاجرين البدريين.
وأمَّا السائب بن عثمان بن مظعون: فشهد بدراً والمشاهد كلَّها. وقُتل، رضي الله عنه، وهو ابن بضع وثلاثين سنة يوم اليمامة شهيداً.
ومن بني جُمح أيضا صفوان بن أُمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جُمح: يكنى أبا وهب. وقيل: يُكنى أبا أمية، وهما كُنيتان له مشهورتان. وفي الموطأ لمالك عن " ابن " شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصفوان بن أمية: " انزل أبا وهب ". وذكر ابن إسحاق " عن أبي " جعفر محمد بن علي أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لصفوان بن أمية: " يا أبا أمية ". وقُتل أبو أمية بن خلف ببدرٍ وهو من المطعمين. قال ابن إسحاق وحدثني عبد الواحد بن أبي عونٍ " عن " سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف قال لي أمية بن خلف: وأنا بينه وبين ... قال المؤلف وفقه الله: يعني يوم بدر، بعدما استَلبَ عبد الرحمن أدراعاً وهو يحملها، ومرَّ بأمية وابنه علي. ودعاه أمية بما اتفقا عليه بمكة من الاسم، وأمرَهُ بطرح الأدراع، وأن يأخذه أسيرا مع ابنه، فهو خير له منها: يا عبد الإله، من الرجل منكم المًعلم بريشة نعامة في صدره؟ قال قلت: ذاك حمزة بن عبد المطلب. قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. قال عبد الرحمن: فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي، وكان هو الذي يعذِّب بلالاً بمكة على ترك الإسلام، فيُخرجه إلى رمضاء مكة إذا حَميتِ الشمسُ، فيُضجعهُ على ظهره، ثم يأمر بالصخرة العظيمة، فتُوضع على صدره ثم يقول: لا تزال هكذا أو تُفارق دين محمد فيقول بلال: أحدٌ أحدٌ. قال: قلتُ: أي بلال، بأسيريَّ! قال: لا نجوت إن نجا. قال: قلت: أتسمع يا بن السوداء؟ قال: لا نجوتُ إن نجا. قال: ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت