يستخرج الجهل من الحليم. يريد أن حلمه جرأ عليه قومه فتوعدهم بقوله وقد يستدعي الجهل من الحليم وله:
قتلت بإخوتي سادات قومي ... وهم كانوا الأمان على الزمان
فإن أك قد شفيت بذاك قلبي ... فلم أقطع بهم إلا بناتي
قيس بن المكشوح بن عبد يغوث المرادي والمكشوح اسمه هبيرة.
وكان قيس سيد قومه وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب. ولما ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمرو بن معدي كرب: يا قيس أنت سيد قومك وقد ذكر أن رجلاً من قريش يقال له محمد ظهر بالحجاز يقول إنه نبي فانطلق بنا إليه حتى نلقاه وبادر فروة بن مسيك لا يغلبك على الأمر، فأبى قيس ذلك وسفه رأيه وعصاه، فلما قدم فروة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم بعثه على صدقات من أسلم من قومه. وقيس هو القائل لعمرو بن معدي كرب وكانا متباغضين:
كلا أبوي من عم وخال ... كما أبنيته للمجد نام
ولو لاقيتني لاقيت قرنا ... وودعت الحبائب بالسلام
لعلك موعدي ببني زبيد ... وما جمعت من نوكي لئام
ابن عنقاء الفزاري وهي أمه واسمه قيس ابن بجرة وقيل عبد قيس ابن بجرة من بني شمخ بن فزارة ثم من بني ناشب. عاش في الجاهلية دهراً وأدرك الإسلام كبيراً وأسلم وله مع عامر بن الطفيل خبر وهو القائل:
فأما تريني واحداً باد أهله ... توارثه مل أقربين الأباعد
فإن تميماً قبل أن تلبد الحصى ... أقام زماناً وهو في الناس واحد
وله يمدح عميلة الفزاري:
رآني على ما بي عميلة فاشتكى ... إلى ماله حالي اسر كما جهر
أتاني فآساني ولو ضن لم ألم ... على حين لا باد يرجى ولا حضر
غلام رماه الله بالحسن يافعاً ... له سيمياء لا تشق على البصر
كأن الثريا علقت في جبينه ... وفي جيده الشعري وفي وجهه القمر
إذا قيلت الفحشاء أغضى كأنه ... ذليل بلا ذل ولو شاء لانتصر