للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلم أن خير الناس طرا ... قتيل بين أحجار الكلاب

فأجابه أبو حنش:

أعاذر أن أجيئك ثم تحبو ... حباء أبيك يوم صنيبعات

وكانت غدرة شنعاء سارت ... تقلدها أبوك إلى الممات

يعني أن أباه الحارث كان له ابن مسترضع بين حيين من العرب تميم وبكر فمات وقالوا لدغته حية. فأخذ خمسين رجلاً من بني وائل فقتلهم. وأبو حنش هو القائل لما هرب مهلهل بن ربيعة فنزل في جنب حي من مذحج فخطبوا إليه أخته فزوجها منهم على جلود من أدم فقال أبو حنش:

أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب وكان الحباء من أدم

لو بأنانين جاء يخطبها ... خضب ما أنف خاطب بدم

ليسوا بأكفائنا الكرام ولا ... يغنون من خلة ولا عدم

أبو شبل عصم بن وهب بن أبي إبراهيم واسم أبي إبراهيم عصمة التميمي ثم البرجمي بصري. كان في أيام المأمون وبقي بعده وعمر عمراً طويلاً حتى هتم وامتنع عليه الشعر. وهو القائل:

عذيري من جوار الحي ... إذ يرغبن عن وصلي

وأين الشيب قد ألب ... سني أبهة الكهل

فأعرضن وقد ... كن إذا قيل أو شبل

تساعين فرقعن الك ... وى بالأعين النجل

وله في السودان وكان مستهتراً بهن:

مشبهات الش

باب والمسك تفدي ... كن نفسي من نائبات الخطوب

كيف يهوى الفتى الأديب وصال ال ... بيض والبيض مشبهات المشيب

وله في أيام العجوز:

كسع الشتاء بسبعة غبر ... أيام شهلتنا من الشهر

فإذا مضت أيام شهلتنا ... صن وصنبر مع الوبر

وبآمر وأخيه مؤتمر ... ومعلل وبمطفئ الجمر

ذهب الشتاء مولياً هرباً ... وأتتك موقدة من النجر

باب

[ذكر من اسمه عوف]

عوف بن الاحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة يقول:

وسمتنبح يبغي بالمبيت ودونه ... من الليل باباً ظلمة وستورها

رفعت له ناري فلما اهتدى بها ... زجرت كلابي أن يهر عقورها

<<  <   >  >>