فلم تزل دائباً تسعى بلطفك لي ... حتى اختلست حياتي من يدي أجلي
وحظي بعد ذلك عند المأمون ولطفت منزلته منه. وهو القائل للرشيد:
إمام له كف تضم بنانها ... عصا الدين ممنوع من البري عودها
وعين محيط بالبرية طرفها ... سواء عليها قربها بعيدها
وأصمع يقظان يبيت مناجياً ... له في الحشا مستودعات يكيدها
وسمع إذا ناداه من قعر كربةٍ ... مناد كفته دعوة لا يعيدها
وله:
هوني ما عليك واقني حياءً ... لست تبقين لي ولست بباق
أينا قدمتْ صروف الليالي ... فالذي أخرتْ سريع اللحاق
المشهر وهو كلثوم بن وائل بن سجاح الكلبي. وكان يزيد بن أسيد دعا قضاعة إلى التمضر فقال كلثوم من قصيدة طويلة أولها:
من رسول لنا إلى ابن أسيد ... بقوافي قصائد محكمات
شاذرات لكل قوة حق ... لقوى باطل الهوى ناقضات
مكذبات لمن رودن عليه ... من بني الشانئين والشانئات
رمت أمراً من الأمور عظيماً ... متعباً في المرام غير موات
وله قصيدة أخرى يقول فيها:
ما ولدنا ولادة مضر ... ولا لنا في تمضر أرب
وإننا للصميم من يمن ... وغرة الناس حين ننتسب
بنا تنال الملوك ما طلبتْ ... وأدركت ثأرها بنا العرب
كم فيهم من متوج ملك ... ومن خطيب لسانه ذرب
ومن كمي تخاف سورته ... ومن غلام يزينه الأدب
باب
[ذكر من اسمه كنانة]
كنانة بن أبي الحقيق اليهودي من بني النضير جاهلي يقول:
فلو أن قومي أطاعوا الحلي ... م يتعدوا ولم يظلم
ولكن قومي أطاعوا الغواة ... حتى يلفظ أهل الدم
فأودى السفيه برأي الحليم ... وانتشر الأمر لم يبرم
كنانة بن عبد يا ليل بن سالم بن مالك بن حطائط بن جشم بن ثقيف كان يمدح النعمان بن