وأمرت إخواني ولو كان فيهم ... أخو ثقة أو ناصح لنهاني
فراح بمحبوك السراة كأنه ... إذا صوب الحلاب شاة أران
أبو الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي. وهو القائل يرثي أبا أحمد يحيى ابن المنجم. ومات سنة ثلاثين ومائتين من قصيدة:
لقد عاش يحيى وهو محمود عيشة ... وكان مفيداً واحد العلم والجود
فإن كان صرف الدهر حلى كنوزه ... به وافتقدنا منه أنفس مفقود
فما زال حكم البيض والسود نافذاً ... بحكم الردى في أنفس البيض والسود
فللثكل تزجى حملها كل حامل ... وللموت يغدو والد كل مولود
باب
[ذكر من اسمه كليب]
كليب بن ربيعة التغلبي وهو كليب وائل الذي يضرب به المثل في العز فيقال أعز من كليب وائل. وإياه عنى النابغة الجعدي بقوله:
كليب لعمري كان أكثر ناصراً ... وأيسر جرماً منك ضرج بالدم
وهو أخو مهلهل بن ربيعة وهما خالا امرئ القيس بن حجر الكندي.
وبسبب قتل كليب كانت حرب البسوس بين بكر وتغلب وقال فيها مهلهل الأشعار. وأصاب كليب فرساً له مع رجل من مزينة في سوق عكاظ فأراد أخذه منه فالتوى عليه وأبى أن يرده فقال كليب: لا آخذه منك إلا عنوة في دار قومك. وترك الفرس في يديه ثم غزاهم فأصابهم وأصاب الفرس وقال:
شريت هلاكاً من مزينة عاجزاً ... بطرف بطيء في المضامير أجرب
أي هو بطيء إذا ألقي في المضمار. وشريت أي اشتريت.
وعرضتهم حيناً لنا جاهلاً بنا ... فهذا أوان منجز الوعد فاهرب
أطلت عليهم بالحجار كتائب ... مسومة تدعو زهير بن تغلب
كليب بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسدي جاهلي يقول:
فجاءت كميتاً ماخلا ركباتها ... وجاء سواها حالك اللون أسودا