قليل غرار النوم حتى تنوموا ... ويطلع من ضوء الصباح بشير
فدخل عليه ابن الطيلسان فقال:
أعياش لو وطنت نفسك فاصطبر ... فحظ من بعد الممات سعير
رأيت قطيعي الكف تخطو على العصا ... وكفك من عظم اليمين جذير
وأحمق قد وطنت نفسك خالياً ... لها وحماقات الرجال كثير
فإن وطن الضبي نفساً أليمة ... على الذل ما نفيسي له بوقور
عياش بن حنيفة الخثعمي من أهل اليمامة محدث رشيدي. كان هو والسمط بن مروان بن أبي حفصة يتحدثان إلى جارية باليمامة فمرض عياش فلم يعده السمط وكان للجارية ابن يقال له عمر فقال عياش ينسب عمر إلى السمط ويعاتبه في ترك عيادته:
فلو غير ميم بعدها راء مسه ... أذى ساعة لم تخله من سؤالكا
وحق له منك السؤال وأمه ... أبا عمر قد أصبحت في حبالكا
وقال أناس فيه منه مشابه ... فقلت لهم كلا لحفظ أخائكا
فقالوا: بلى إنا وجدناه فاعلمن ... على أمه في ظلمة الليل باركا
فقال السمط:
تعيشت يا عياش من فضل كسبها ... وعدت سميناً بعد طول هزالكا
يعاتبين عياش أن لا أعوده ... فأهون به حياً علي وهالكا
وأني لأستحيي من الناس كلهم ... ومن خالقي من أن أرى بفنائكا
فقال عياش:
أتزعم أني قد سمنت بكسبها ... وما كسبها يا سمط غير عطائكا
فإن بذلت لي رغبة عنك مالها ... فمت كمداً أو ضن عنها بمالكا
فقال السمط:
ولما مضى للحمل تسعة أشهر ... وراب الذي في بطنها من حلابكا
دعوت إليها القابلات يلينها ... فجاءت بمسطوح القفا في مثالكا
فقال عياش: هذا شعر مروان. ولم يجبه.
باب
ذكر من اسمه علي
أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. يروى له شعر كثير، منه قوله في يوم خيبر لما خرج مرحب يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب