سنة والاول اثبت وروى عن الفرزدق أنه قال خضت في الهجاء في أيام عثمان. وكان الفرزدق سيداً جواداً فاضلاً وجيهاً عند الخلفاء والأمراء هاشمي الرأي في أيام بني أمية يمدح إحياءهم ويؤبن موتاهم ويهجو بني أمية وأمراءهم هجا معاوية ابن أبي سفيان وزياد بن أبيه وهشام بن عبد الملك والحجاج بن يوسف وابن هبيرة وخالد القسري وغيرهم، واختلف فيه وفي جرير أيهما أشعر، وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير وقد فضله جرير على نفسه في الشعر، وله في جرير:
ليس الكرام بنا حليك أباهم ... حتى ترد إلى عطية تعتل
وقال جرير: ما قال لي الفرزدق بيتاً إلا وقد أكبيته أي قلبته إلا هذا البيت فإني ما أدري كيف أقول فيه، ويروى أن بني كليب قالوا لم نهج بشعر قط أشد علينا من قول الفرزدق:
أليت كليبياً أذا سيم سوأة ... أقر كإقرار الحليلة للبعل
وله فيه:
فهل ضربة الرومي جاعلة لكم ... أباً من كليب أو أباً مثل دارم
وهو القائل:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتاً دعائمه أعز وأطول
بيتاً زرارة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
وله:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أومانا إلى الناس وقفوا
وله:
والشيب ينهض في الش
باب كأنه ... ليل يصيح بجانبيه نهار
وله:
تصرم مني ود بكر بن وائل ... وما خلت دهري ودهم يتصرم
قوارص تأتين ويحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم
وله:
ترجي ربيع أن تجيئ صغارها ... بخير وقد أعيا ربيعاً كبارها
باب
[ذكر من اسمه هند]
هند بن خالد بن صخر بن الشريد السلمي جاهلي. لما رثى يزيد بن الصعق الكلابي مالك بن خالد بن صخر بن الشريد بقوله:
أنازلة غدواً فراس بفخرها ... عكاظ ولما توفها الصاع شرعا
قال هند:
ألا أبلغ لديك بني كلاب ... وشاعرها وفي الأقوال غور
ألم تر أننا لبين فراس ... سمونا تحتنا الوقح الذكور
وكل طمرة مرطى إذا ما ... تحدر عن مغابنها العصير
فأشبعنا ضباع الفيف منهم ... وطيراً لا تغب ولا تطير
هند بن خالد أبو جرو من بني جشم بن معاوية إسلامي. وقع بين قومه