أرى في ابني مشابه من علي ... ومن يحيى وذاك به خليق
فإن يشبههما خلقاً وخلقا ... فقد تسري إلى الشبه العروق
باب؟ ذكر من اسمه همام
الفرزدق واسمه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة يكنى أبا فراس وإنما سمي الفرزدق لأنه شبه وجهه وكان مدوراً جهيماً بالخبزة وهي الفرزدقة. وبيته من أشرف بيوت بني تميم ومن شرفه أنه ليس بينه وبين معد بن عدنان أب مجهول؛ وكان غالب أبوه جواداً شريفاً ووفد جده صعصعة بن ناجية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم وهو الذي منع الوئيد في الجاهلية فلم يترك أحداً من بني تميم يئد بنتاً له إلا فداها منه وكان ناجية أبو صعصعة ذا رأي وكان من رجال بني تميم في الجاهلية وكان سفيان بن مجاشع سيداً وأتى الشام فسمع راهباً يذكر أنه يكون في العرب نبي اسمه محمد صلى الله عليه وسلم فسمى ابنه محمد طمعاً في ذلك، وغالب أبو الفرزدق يكنى أبا الأخطل وقبره بكاظمة وهو قريب من البصرة ولم يطف بقبره خائف إلا أمن ولا مستجير إلا أجير ووفد غالب على علي بن أبي طالب ومعه ابنه الفرزدق فال له من أنت؟ قال: أنا غالب بن صعصعة المجاشعي.
قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم. قال: فما فعلت إبلك؟ قال أذهبتها النوائب وزعزعتها الحقوق. قال: ذلك خير سبلها. ثم قال له: يا أبا الأخطل من هذا الفتى؟ قال: ابني الفرزدق وهو شاعر. قال: علمه القرآن فإنه خير له من الشعر. فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى ألا يحل قيده حتى يحفظ القرآن. وأم الفرزدق لبنة بنت قرظة الضبية وأخوه الأخطل وأخته جعثن هما أخواه لأبيه وأمه والأخطل أسن من الفرزدق وكان من وجوه قومه وأم أبيه ليلى بنت حابس أخت الأقرح بن حابس التميمي.
وصح أنه قال الشعر أربعاً وسبعين سنة لأن أباه جاء به إلى علي وقال إن ابني هذا شاعر في سنة ست وثلاثين، وتوفي الفرزدق سنة عشر ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك هو وجرير والحسن وابن شبرمة في ستة أشهر. وقد روي أنه وجريراً ماتا في سنة أربع عشرة ومائة وأن الفرزدق قارب المائة، وروى الرياشي عن سعيد بن عامر ان الفرزدق بلغ ثلاثين ومائة