فأني لعبد الله يرجى لكربة ... وأني لعبد الله للضيم مدفعاً
وأقطع عند الحق من حد صارم ... حسام وأحيا من فتاة وأودعا
فيا لحتوف الدهر إذ ما أصبنه ... ويا لك مصروعاً ويا لك مصرعا
وله:
جمعت خصال المجد حتى حويتها ... فليس لمن جاراك في المجد مطمع
إذا جاودت يمنى يديه شماله ... أصابك منه نائل لا يمزع
باب
ذكر من اسمه كثيّر
كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سعيدة ابن سبيع بن خثعمة بن سعد بن مليح بن عمرو وهو خزاعة بن ربيعة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وكثير يكنى أبا صخر وهو ابن أبي جمعة وهو كثير عزة وهو الملحي منسوب إلى قبيلته بني مليح وكان شاعر أهل الحجاز في الإسلام لا يقدمون عليه أحداً وكان أبرش قصيراً عليه خيلان في وجهه طويل العنق تعلوه حمرة وكان مزهواً متكبراً وكان يتشيع ويظهر الميل إلى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجا عبد الله بن الزبير لما كان بينه وبين بني هاشم. وتوفي عكرمة مولى ابن عباس وكثير بالمدينة في يوم واحد سنة خمس ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك. وقيل توفي في أول خلافة هشام وقد زاد واحدة أو اثنين على ثمانين سنة. وكان شاعر بني مروان وخاصاً بعبد الملك وكانوا يعظمونه ويكرمونه. وقال خلف الأحمر: كثير أشعر الناس في قوله لعبد الملك:
أبوك الذي لما أتى مرج راهط ... وقد ألبوا للشر فيمن تألبا
تشنأ للأعداء حتى إذا انتهوا ... إلى أمره طوعاً وكرهاً تحببا
وله:
إذا قل مالي زاد عرضي كرامة ... علي ولم أتبع دقيق المطامع
وله:
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت
وله:
فقلت لها يا عز كل مصيبة ... إذا وطنت يوماً لها النفس ذلت
وله:
وأدنيتني حتى إذا ما استبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح
توليت عني حين لا لي حيلة ... وغادرت ما غادرت بين الجوانح
وله:
ومن لايغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب