إني على رغم العداة لقائل ... كانا بدين الصادق المصدوق
مسلم بن الوليد الأنصاري مولى آل أسعد بن زرارة الخزرجي يكنى أبا الوليد ويلقب صريع الغواني. وهو شاعر مفلق مستخرج للطيف المعاني بحلو الألفاظ وهو أول من طلب البديع وأكثر منه وتبعه الشعراء فيه ومدح الرشيد ورؤساء دولته ثم اتصل بذي الرياستين الفضل بن سهل فولاه بريد جرجان وبها مات. وهو القائل في داؤد بن زيد:
يجود بالنفس إذ ضن الجواد بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وله:
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... فطيب تراب القبر دل على القبر
وله:
موف على مهج في يوم ذي رهج ... كأنه أجل يسعى إلى أمل
ينال بالرفق ما يعيا الرجال به ... كالموت مستعجلاً يأتي على مهل
يكسو السيوف نفوس الناكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذبل
وله:
حسبي بما أدت الأيام تجربة ... سعى علي بكأسيها الجديدان
دلت على عيبها الدنيا وصدقها ... ما استرجع الدهر مما كان أعطاني
وله:
تعز فقد مات الهوى وانقضى الجهل ... ورد عليك الحلم ما قدم العذل
وله في يزيد بن مزيد الشيباني:
سل الخليفة سيفاً من بني مطر ... يمضي فيخترق الأجساد والهاما
كالدهر لا ينثني عما يهم به ... قد أوسع الناس إنعاماً وإرغاما
وله في المأمون:
والله لولا يعقدوا لك عهدها ... أعيا البرية أن تصيب سواكا
يغدو عدوك خائفاً فإذا رأى ... أن قد قدرت على العقاب رجاكا
وله يهجو دعبلاً من أعيان أشعار المحدثين في الهجاء:
أما الهجاء فدق عرضك دونه ... والمدح عنك كما علمت جليل
فاذهب فأنت طليق عرضك إنه ... عرض عززت به وأنت ذليل
باب
ذكر من اسمه مسلمة
مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ويقال إن اسمه عروة وقد تقدم خبره، وهو القائل وكتب بها إلى الوليد بن عبد الملك من القسطنطينية:
أرقت وصحراء الطوانة بيننا ... لبرق تلالا نحو غمرة يلمح