للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما يستوي الصابي ومن ترك الصبا ... وإن الصبا للعيش لولا العواقب

محمد بن بشير الخارجي المدني. وهو من بني خارجة بطن من عدوان ابن عمرو بن قيس عيلان بن مضر وليس من الخوارج وله حلف في أشجع ويكنى أبا سليمان وكان ينزل الروجاء. وهو القائل:

نعم الفتى فجعتْ به إخوانه ... يوم البقيع حوادث الأيام

سهل الفناء إذا حللت ببابه ... طلق اليدين مؤدب الخدام

وإذا رايت شقيقه وصديقه ... لم تدر أيهما ذوو الأرحام

وله في رواية إسحاق الموصلي:

يا أيها المتمني أن تكون فتى ... مثل ابن زيد لقد خلى لك السبلا

أعداد نظائر أخلاق عددن له ... هل سب من أحد إذ سب أو بخلا

محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي. كان عاملاً للحجاج على السند وفتحها فلما وليها حبيب بن المهلب قدم على مقدمته عاملاً من السكاسك ورجلاً من عك فأخذا محمد بن القاسم فحبساه فقال:

أتنسى بنو مروان سمعي وطاعتي ... وإني على ما فاتني لصبور

فتحت لهم ما بين سابور بالقنا ... إلى الهند منهم زاحف ومغير

فتحت لهم ما بين جرجان بالقنا ... إلى الصين ألقى مرة وأغير

وما وطئت خيل السكاسك عسكري ... ولا كان من عك علي أمير

ويروى:

وما كنت للعبد المزوني تابعاً ... فيا لك جداً بالكرام عثور

ولو كنت أزمعت الفراق لقربت ... إلي أناس للوغى وذكور

فبلغ سليمان بن عبد الملك شعره فأطلقه بعد أن حبس بواسط. وله يقول زياد الأعجم أو غيره:

قاد الجيوش لخمس عشرة حجةً ... ولداته عن ذاك في أشغال

قعدت بهم أهواءهم وسمت به ... همم الملوك وسورة الأبطال

وقال له آخر وهو حموة بن بيض الحنفي:

إن المنايا أصبحت مختالة ... بمحمد بن القاسم بن محمد

قاد الجيوش لسبع عشرة حجة ... يا قرب سورة سودد عن مولد

وكان محمد بن القاسم من رجال الدهر فضرب عنقه معاوية بن يزيد ابن المهلب ويقال

<<  <   >  >>