للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت

رأى خلة من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلت

أبو شهاب محمد بن مهرويه البصري. وقيل اسمه عبد الله بن مهرويه رثى أبا نواس وقد تقدم خبره.

محمد بن الحارث التميمي البصري. من عبد شمس بن زيد مناة بن تميم مأموني يقول:

كأن طرف المحب حين يرى ... حبيبه خنجر على كبده

قد يكره الشيء وهو ينفعه ... ويطرف المرء عينه بيده

وله:

ويخال ما ضربوا بهن جداولا ... ويخال ما طعنوا به أشطانا

وله:

كأن شهري ربيع يوم ضحكته ... ويوم عبسته أيام تشرين

أبو مسلم الخلق اسمه محمد بن صباح. فلج في آخر عمره وكان الجماز صديقه وعشيره. وكان أبو مسلم مملقاً وله في ذلك:

عجبت لحملي المفتاح إمسائي وإصباحي ... وما ساوى الذي في منزلي قيمة مفتاحي

ولأبي هاشم العتبي في أبي مسلم يلومه على تركه ملازمة حلقته من أبيات:

يا من هواه خلاف كنيته ... والدين منه مشاكل اللقب

خلق تقضب عنه جدته ... بل لم يكن في عدة القشب

فأجابه أبو مسلم:

حي الصيانة ميت الطرب ... لباك إذ ناداك من كثب

لو شئت خفت الله في صفتي ... بل لا أقول نطقت بالكذب

تركي لها عن غير مقلية ... مني لفائدةٍ ولا أرب

لكنني أخشى بها رشاً ... لحظاته تدعو إلى العطب

محمد بن عبد العزيز الغزي يكنى أبا جعفر. هجا ابناً للعباس بن محمد الهاشمس وكان سميناً ضخماً ومعه أخ له مثل البندقة فشكاه العباس إلى المأمون فأمر بصلبه على خشبة عند الحبس يوماً إلى الليل فصلب فلما أنزل عنها دعا بحمال ليحمله فقيل له ما هذا. فقال: أول خملان حملني عليه أمير المؤمنين ألا أضيعه. وحمله فباعه وأسلى به دراهم فاشترى منها زبيباً وعنباً لصبيانه. فرفع خبره إلى المأمون فضحك وأمر له بخمسة آلاف درهم. ثم اتخذه إسحاق بن إبراهيم بعد ذلك مؤدباً لولده. والشعر الذي هجا به ابن العباس بن محمد قوله:

كنت عند الجسر محتبياً ... حين ولى الليل والغلس

<<  <   >  >>