لو رآه عاذلي سفها ... فر من عذل إلى عذره
وحياة ابن الأمير وما ... عظم الرحمنُ من خطره
شيد المجد الأمين له ... وهو يبنيه على أثره
لست أخشى الريب من زمن ... أبداً ما مد من عمره
لأديمن الرحال له ... ما دعا طير على شجره
وله يرثي أخاه:
مات من قد كنت آمله ... ومضى من كنت أدخر
ما أبالي بعد مصرعه ... أي نفس خانها العمر
ما لعيني منجداً أبداً ... دون أن تلقى العمى عذر
أو ذوت من بعد نضرتها ... ومحاها الترب والمدر
أم تحاماه بهيبته ... أن يرى منه به أثر
محمد بن المغيرة العتكي. يقول في مرثية كلب رواها أبو هفان:
أقفرت منك يا كليب الديار ... وبكى فقدك العيون الحوار
أبو العنبس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس أحد الأدباء الملحاء. كان خبيث اللسان هاجى أكثر شعراء زمانه وله كتب ملاح.
ونادم المتوكل وله مع البحتري خبر مشهور. وهو القائل يهجو إبراهيم بن المدبر:
اسل الذي عطف الموا ... كب بالأعنة نحو بابك
وأذل موقفي العزي ... ز على وقوفي في رحابك
وأراك نفسك مالكاً ... ما لم يكن لك في حسابك
ألا يطيل تجرعي ... غصص المنية من حجابك
وله في مدح الحسن بن مخلد:
زارني بدر على غصن ... قابلاً وصلي يقبلني
خلته لما أتى حلماً ... وهو روحي رد في بدني
إن لي عن مثله شغلاً ... بمقال الشعر في الحسن
وأبيه مخلد فبه ... قد لبسنا أسبع المنن
محمد بن أبي ثمامة العبدي. شاعر وابنه أبو يزيد شاعر. ومحمد هو القائل في رجل من العجم هاجاه:
هات لساناً فاهجنا ... غير لسان العرب
فاخر فإن الفخر لا ... يصلح إلى لي وبي