إن زال معن بني شريك لم يزل ... يوماً إلى بلد بعير مسافر
نذراً علي إن لقيتك سالماً ... أن تستمر بها شفار الجازر
ولمعن فيهما خبر.
فروخ الطلحي المدني ويقال فروخ الزنا واسمه يعقوب بن إسماعيل ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله. قدم بغداد ومدح المهدي بقصيدة منها:
يا خير من حطت الرفاق به ... وخير جد لخير معترق
ما زالت بالعفو للذنوب وإطلاق ... لعان بجرمه فلق
حتى تمنى البراء أنهم ... عندك أمسوا في القيد والحلق
وله:
ما تأمري بمتيم صب ... يهيد كثير بلابل القلب
يدعو باسمك عند عثرته ... متفدياً بالأم والأب
وترى له ذنباً علاقتكم ... فيعدكم كفارة الذنب
قد كنت يا سمعي ويا بصري ... من حبكم مستغفراً ربي
أبو المعافى المزني اسمه يعقوب بن إسماعيل بن رافع مولى مزينة وقيل اسمه محمد والأول أصح. كان في صحابة العباس بن محمد الهاشمي هو وابنه أبو البداح وكانا شاعرين. وأبو المعافي هو القائل يمدح رجلاً من قريش:
فلم تحو الرياسة من بعيد ... ولم ترث السماحة من كلال
وما قصرت يداك عن المعالي ... ولا طاشت سهامك في نضال
فأين لنا نظيرك من قريش ... تجير كما تجير من الليالي
وأين لنا نظيرك من قريش ... لقد بعدت يمين من شمال
وله يصف السودان:
أحب النساء الصفر من أجل تكتم ... ومن حبها أحببت من كان أسودا
فجئني بمثل المسك أطيب نكهة ... وجئني بمثل الليل أطيب مرقدا
يعقوب بن الربيع الحاجب مولى المنصور. وقيل هو الربيع بن يونس ابن محمد بن أبي فروة. واسمه كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان بن عفان. وكان يعقوب ظريفاً شاعراً جميلاً يقال إن الرشيد كان يميل إليه في أيام أبيه. وهو شاعر محسن غير مطيل أنفد شعره في مراثي جاريته ملك وطلبها سبع سنين يبذل فيها ماله وجاهه حتى ملكها فأقامت عنده ستة أشهر ثم ماتت. فرثاها فأحسن فمن ذلك قوله:
رأيت ثياب الناس في كل مأتم ... إذا احتفلوا زرق الثياب وسودها