فلا لوم في حث الكتائب نحوه ... كرجل جراد في الضحى متواصل
تطيف بميمون النقيبة رابط ... على الهول جأشاً فائض الخير عادل
تضئ سيوف العدل فيها وتنتحي ... على كل رواغ عن الحق مائل
يعقوب بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ويعرف بأبي الأسباط. لما قال محمد بن عبد الملك الزيات قصيدته التي أغرى فيها بإبراهيم ابن المهدي في أيام المأمون عند رضى المأمون عنه وعدد فيها ما كان منه عند دعائه إلى نفسه وأولها:
ألم تر أن الشيء للشيء علة ... يكون له كالنار تقدح بالزند
قال أبو الأسباط يجيبه ويمدح إبراهيم بقصيدة طويلة أولها:
ألا من لطب شفه قدم الوجد ... يحن إلى هند وما هو من هند
يقول فيها:
إليك أمير اللمؤمنين تطلعتْ ... نصائح مأمون الهدى مرسن جلد
يشوب لك الزيات حقاً بباطل ... مكائده والكيد من مثله يردي
يريك ضلال الرأي في صورة الردى ... بتمثيله الأمثال جوراً عن القصد
لتسطو بالأدنى وتستبقي العدى ... ذوي النسب النائي المصر على الحقد
يعقوب بن إسحاق بن صليبا الكاتب من أهل العسكر. كان في ناحية عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان يكاتب علي بن يحيى المنجم بالأشعار. ومن قوله ليحيى:
خليل لنا كامل رأيه ... كثر المحاسن جم الأدبْ
تجنى وأظهر من عتبه ... علينا خلافاً لما قد يجب
وشاب المديح بغير المديح ... ويوعد إيعاد من قد غضب
أستوجب ذم إخوانه ... أخ جيد الرأي إذ لم يصب
وأتقى عليهم كأتقائه ... على نفسه من مخوف السبب
فإن كان ذلك ذنباً فلا ... متاب ولا معتب من عتب
فأجابه أبو أحمد يحيى بن علي عن أبيه:
أيا ابن صليبا بحق الصليب ... أجد مقالك لي أم لعب
لعمرك لولا ذمام الندام ... وأنك تصغر عن أن تسب
وإن الليوث تعاف الكلاب ... ولا سيما الكلب منها الكلب
وإيثاري العفو عن قدرة ... غدا ابن صليبا إذاً قد صلب
ولا عيب فيه سوى أنه ... إذا ما ذكرنا أباه غضب