الأفاضل من الباحثين ولم أستأثر برأيي، وما خاب من استشار.
[منهج التحقيق]
المنهج المتبع لتحقيق النص:
لقد تنبه أسلافنا لضرورة المقابلة والمعارضة بعد النسخ.
١ - ذكر هشام عن أبيه عروة المتوفى (٩٤ هـ) أنه كان يقول: «كتبت، فأقول: نعم. قال: عرضت كتابك؟ قلت: لا، قال: لم تكتب».
٢ - وقال يحيى بن أبي كثير (المتوفى ١٣٢ هـ): «من كتب ولم يعارض كمن دخل الخلاء ولم يستنج».
٣ - وقال الأخفش:«إذا نسخ الكتاب ولم يعارض خرج أعجمياً».
فكان من المتبع أن يعارض الطالب نسخته بعد نسخه وما كان له أن ينقل منها أو يدرس فيها قبل المقابلة والتصحيح، وإن فعل ذلك فكان عليه أن يصرح بأن النسخة غير مصححة.
ونرى أن بعض المحدثين كانوا يقابلون مرات عديدة، فقد ذكر عن اليونيني رحمه الله بأنه قابل صحيح البخاري إحدى عشرة مرة في سنة واحدة.
وفي كل مقابلة يكتشف الباحث سقطاً أو خطأ أو تصحيفاً أو غير ذلك.
ومن عهد مبكر نرى علماء المسلمين كانوا يجمعون النسخ ويقابلون بعضها ببعض ويسجلون الفروق، ويمكنني أن أذكر أقرب مثال لهذا هو أبو ذر الهروي المالكي (٣٥٥ هـ - ٤٣٤ هـ).
أخذ أبو ذر الهروي صحيح البخاري عن شيوخه الثلاثة: السرخسي، وأبي