للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأنصار، فقال- فيما بلغنا، ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل: «تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: هذا أخي» (١) (٢).

و «عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لعلي بن أبي طالب: «أنت ولي (٣) كل مؤمنٍ بعدي» (٤).


(١) رواه ابن اسحاق في سيرته كما عند ابن هشام (٣/ ٣٦)، وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (٢/ ٦٧٣)، وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (٤/ ١٨٣٠) عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة، قال ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٢٢٥) «من العلماء من ينكر ذلك ويمنع صحته»، ثم ذكر علة الإنكار وهي أنّ المؤاخاة إنما جعلت لارتفاق بعضهم من بعض ولتأليف القلوب، ولا معنى كذلك لمؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من المهاجرين، ولا المهاجرين بين أنفسهم، ثم قال: اللهم إلا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل مصلحة علي إلى غيره فإنه كان ممن ينفق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من صغره في حياة أبيه أبي طالب. أهـ، وهو يشير إلى شيخ الإسلام ابن تيمية في إنكاره لهذه المؤاخاة، والله أعلم. وانظر كلام شيخ الإسلام في منهاج السنة (٧/ ٢٧٩).
(٢) الروض الأنف (٢/ ٣٥٠)، البداية والنهاية (٣/ ٢٢٧).
(٣) الموالاة هنا ضد المعاداة و هو حكم ثابت لكل مؤمن، و علي - رضي الله عنه - من كبارهم، يتولاهم ويتولونه، و قد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أسلم وغفار ومزينة وجهينة وقريش والأنصار موالي دون الناس، ليس لهم مولى دون الله و رسوله»، والحديث بنحوه أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (٤/ ١٩٥٤) رقم (٢٥١٩). فالموالاة غير الولاية التي هي بمعنى الإمارة. انظر منهاج السنة لابن تيمية (٤/ ١٠٤).
(٤) أخرجه الطيالسي (١/ ٣٦٠)، رقم (٢٧٥٢)، والطبراني (١٢/ ٩٧)، رقم (١٢٥٩٣)، والحاكم (٣/ ١٤٣) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي في التلخيص، قال الشوكاني في در السحابة (١٥٣) رجاله ثقات، قال الألباني في السلسلة الصحيحة (٥/ ٢٦٣): إسناده صحيح، وقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (٧/ ٣٩١)، أنَّ زيادة بعدي في الحديث كذب على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وانظر كذلك كلام ابن كثير في البداية والنهاية (٧/ ٣٤٤)، والمباركفوري في تحفة الأحوذي (١٠/ ١٤٥ - ١٤٧) حول هذه الزيادة.

<<  <   >  >>