للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووَجْهُ الجمعِ بَيْنَهُما أَنَّ هَذِهِ الأمراضَ لَا تُعْدي بِطَبْعِها، لَكنَّ اللهَ -سبحانه وتعالى- جَعَلَ مُخالطةَ المريضِ بها للصَّحيحِ سببًا لإعدائِهِ مَرَضَه.

ثمَّ قَدْ يتخلَّفُ ذَلكَ عن سبَبِهِ كما في غيرِهِ من الأسبابِ، كذا جَمَعَ بَيْنَهما ابنُ الصَّلاحِ تَبعًا لغيرِه.

[قوله] (١): «ووَجْهُ الجمعِ بَيْنَهُما»: أي:] الحَدِيثين] (٢) المذكورين، بل المنبَّه [بهما] (٣) على غيرهما؛ فيُقاس عليهما فيه. (هـ/١٠٦)

وقوله: «بها»: أي: الأمراض.

وقوله: «للصَّحيح»:

متعلق بـ: «مُخالَطَة»، وقوله: «سَببًا»: مفعولٌ ثانٍ لـ «جَعَلَ».

وقوله: «مَرَضَهُ»: مفعول ثان «لإعْدَائه»، وضمير «إعْدائه» للصحيح، و «مَرَضَه» للمريض.

وقوله: «ثُمَّ قد يَتَخَلَّفُ ذلك»: أي: المرضُ عن سببه وهو المخالَطةُ، «كذا جَمع بينهما ابن الصَّلاح ... إلخ» (٤) وحاصل ما جَمَع به هو ومَن تبِعه تبَعًا للشافعيِّ في ذلك، كما أفاده المؤلِّف في غير هذا الكتاب، وقد ذَكَره هنا تأدُّبًا: أنَّ المَنفيَّ العَدْوَى بالطَّبع، والأمر بالفِرار والنهي عن المخالطة إنما هو خشية العَدْوى بالعادة، فإنَّ المخالَطَة جعَلَها الله تعالى سببًا عادةً للإعداء، وقد يَتخَلَّفُ خَلْقُ اللهِ المرضَ عند المخالَطة، كما في النَّار والطعام كما هو مقرَّر في محله.


(١) زيادة من: (أ) و (ب).
(٢) في (هـ): [المحدثين].
(٣) زيادة من (ب).
(٤) مقدمة ابن الصلاح (ص ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>