للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَوْ إِنْ كَانَتِ المُخَالفةُ بِإِبْدَالِهِ -أَيْ: الرَّاوي- ولا مُرَجِّحَ لإِحْدَى الرِّوَايَتَينِ على الأخرى، فهَذَا هو المُضْطَرِبُ، وهو يَقَعُ في الإِسنادِ غَالبًا، وقد يَقعُ في المَتْن.

[قوله] (١): «أوْ بإبْدَالِه»: أي: الراوي، مقتضى كلامه حَصْرُ المُضْطَرِب في هذا، وليس كذلك؛ إذ منه ما رواه راوٍ واحدٌ بوجهين مختلفين، كما أشار له العراقيُّ بقوله:

مُضْطَرِبُ الحَديثِ ما قَدْ وَرَدَا ... مُختَلِفًا مِن واحِدٍ فأَزْيَدَا (٢)

وقال (هـ) (٣): «قوله: «بإبداله» أي: الراوي، قال (ب): أي: بإبدال الشيخ المرويِّ عنه، كأنْ يروي اثنان حديثًا فيرويَه أحدهُما عن شيخ، والآخر عن آخر، ويتَّفِقان فيما بعد ذلك الشَّيخ» انتهى. وبه تعرِف أنَّه من إضافة المصدر إلى مفعوله مع حذف فاعله، نعم في قوله: «راويان» فيه نظر، يُعْلَمُ ممَّا ذَكَرْناه فيما بعده، كما هو في المعطوف عليه وهو: «زيادة راوٍ» كذلك.

[قوله] (٤): «ولا مُرَجِّح»: أي: فإنْ ترجَّحت إحدى الروايتين بمرجِّح لحِفْظ راويهما، أو كثرة صحبة (٥) لمن روى عنه، أو غير ذلك من وجوه المرجِّحات؛ فالحُكْم للراجح ولا يكون الحديث مضطربًا، والرواية الأخرى شاذَّةٌ أو مُنْكَرَةٌ على ما مَرَّ.


(١) زيادة من: (أ) و (ب).
(٢) ألفية العراقي (ص ١١٢).
(٣) قضاء الوطر (٢/ ١١١٣).
(٤) زيادة من: (أ) و (ب).
(٥) في (هـ): [صحبه].

<<  <  ج: ص:  >  >>