للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

[قوله] (١): «أَو يَرْوِي أَحَدَ الحَدِيثَينِ ... إلخ»:

حاصله: أنْ يُدرِج بعضًا من حديث في آخر مخالِف له في السَّند.

مثاله: حديث رواه سعيد بن أبي مريم، عن مالك، عن الزُّهْريِّ، عن أنس -رضي الله عنه-، أنَّ الرسول قال: «لا تَباغَضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابَروا، ولا تنافسوا» (٢) الحديثَ، فقوله: «ولا تنافسوا» مدْرَجٌ في هذا الحديث، أدرَجه ابن أبي مريم فيه من حديثٍ آخَرَ لمالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبيِّ -عليه الصلاة والسلام-: «إياكم والظنَّ؛ فإن الظنَّ أكذَبُ الحديث، ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا» (٣)، وكِلا الحديثين متفق عليه من طريق مالك، وليس في الأوَّل: «ولا تنافسوا»، وهي في الحديث الثاني، وهكذا الحديثان عند رُواة الموطأ: عبد الله بن يوسف، والقَعْنَبي، وقُتَيْبةَ، ويحيى بن يحيى، وغيرهم.

قال الخطيب (٤): وقد وَهِم فيها ابنُ أبي مريم على مالك، عن ابن شهاب، وإنما يرويها مالك في حديثه عن أبي الزِّناد، ولو روى ابن أبي مريم عن مالك الحديثين بسند أحدهما كان مثالًا لما قبله.

[قوله] (٥): «الرَّابعُ: أَنْ يَسُوقَ الإِسنادَ ... إلخ»:

جَعَل هذا من مدْرَج الإسناد، وتقدم لنا أنَّ ابن الصَّلاح والعراقيَّ جعلاه


(١) زيادة من: (أ) و (ب).
(٢) البخاري (٧٤٣) و مسلم (٣٩٩).
(٣) البخاري (٢٠٧٩)، ومسلم (١٥٣٢).
(٤) الفصل للوصل المدرج من النقل (٢/ ٧٤٢).
(٥) زيادة من: (أ) و (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>