للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

[مِن] (١): آنَسَ، ولكونِهم ظاهرين مُبصَرين سُمُّوا بشرًا، كما سُمِّي الجنُّ جِنًّا لاجتنانِهم، أي: استتارِهم، كما في البَيْضاوي (٢).

فقوله: «وهو» أي: أُناس، اسم جمع، وقوله: «مأخوذ مِن أنِسَ» -بكسر النون- يُقال: أَنِسْتُ به أُنْسًا وأَنِيسةً وأَنَسَةً، وهو خلاف الوَحْشَة، وفيه لغةٌ وهي: أَنَسْتُ به أُنْسًا، على مثال: كَفَرْتُ به كُفرًا.

وقوله: «أو آنَسَ» -بمدِّ الهمزة- بمعنى أَبْصرَ، يقال: آنَسَ يُؤانِسُ إيناسًا، سُمِّيَ بنو آدم ناسًا؛ لأنهم ظاهِرون مُبصَرون (٣).

قوله: «الَّذي أرسَلَه»:

نعتٌ لمحمد، واقتصارُه على الناس مع كونِه مفهوم لقب ليس للتَّخصيص، بل للاهتمام بشرف المُرسَل إليهم، مع الاتِّفاق في الجنسية، أو يُجعل مِن النَّوْسِ وهو التحرُّك فيَعُمُّ الجن، وإلا فلا خلاف في عموم الرسالة إلى الإنس والجن، والأكثر على عدم بَعثتِه إلى الملائكة.

وقوله: «كافَّةً»:

قال ابن برهان: «إنَّ كافَّة لا تُستعمَلُ إلا حالًا»، (٤) والظاهر أنَّه حال من الناس، ويجوز -على بُعْدٍ- جَعلُه حالًا من محمد، والتاء فيه للمبالغة لا للتأنيث


(١) زيادة من: (أ) و (هـ).
(٢) تفسير البيضاوي (١/ ٤٤).
(٣) و في (أ) زيادة: [وفي كتابة]، وهي من تسطير الجامع، كما سبق.
(٤) نقله عن ابن برهان -رحمه الله- الصبان كما في حاشيته على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (٢/ ٢٦٤)، والجرجاوي في شرح التصريح على التوضيح (١/ ٥٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>