وبعد: فلقد نَخَلْتُ في تحقيق ودراسة هذا الكتاب العجيب مخزون رأيي، وبذلت فيه غاية وسعي، فأسهرت فيه ليلي، وأمضيت فيه أكثر نهاري، فلئن وفقت للإصابة، وهديت للإجادة، فذلك فضل من الله ونعمة، وإن تكن الأخرى، فها أنذا أبسط عذري، وأظهر عجزي، وأبدي ضعفي، وأستغفر الله فكل ذلك عندي.
ولقد كان غيري أحجم عن تحقيق هذا الكتاب لهول المطلع، وشدة الجهد، وخطر البلاء (١): ولقد كان يسعني ما وسعهم، لكني أقدمت
(١) أفاد أبو عبد الرحمن الظاهري في نوادر الإمام ابن حزم (ج ٢/ ص ٩٧) أن الدكتور عبد المجيد تركي هَمَ بتحقيق الإعراب، وطال انتظار أهل العلم لخروج التحقيق، ثم إن أبا عبد الرحمن الظاهري استشفى بمكالمة تلفونية للدكتور عبد المجيد من باريس، يخبره فيها أنه لم يباشر التحقيق بعد.