للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المبحث الأول: موضوع الكتاب وغايته وسبب التأليف وتاريخ ذلك]

[١ - موضوع الكتاب وغايته]

نشأت الاتجاهات الفقهية في عصر التدوين والأئمة المجتهدين في القرن الثاني الهجري، وأصبح كل اتجاه منها متميزا، له زعماؤه وأتباعه، وقواعده وأصوله التي دُونت بعدُ في الكتب، وبذلك تكونت المدارس الفقهية (١).

ولقد كان مِنْ بين هذه المدارس الفقهية، فرقتان عظيمتان:

١ - أهل الحديث والأثر.

٢ - أهل الرأي والقياس (٢).


(١) انظر: المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية (ص ١١).
(٢) يجوز أن يضاف إلى هاتين المدرستين، مدرسة أهل الظاهر، وهي فرقة من أهل الحديث وإن كانت تباينهم في أمور تقدم القول فيها. ولقد اضطرب أهل العلم في تحديد أهل الحديث وأهل الرأي، فابن قتيبة يعد كل المجتهدين في أصحاب الرأي، ولم يذكر في المحدثين إلا من له اشتغال بالرواية ممن لم يشتهر بالفقه، ويذكر أبا حنيفة وأصحابه ويسميهم أهل الرأي، وأما المقدسي (محمد بن أحمد ت ٣٨٠ هـ) فيعد أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه من أصحاب الحديث، ولا يعدهما من أهل المذاهب الفقهية، وأحق الناس عنده بالفقه: الحنفية والمالكية والشافعية والظاهرية، واضطرب في موضع آخر فعد الشافعية من أصحاب الحديث خلافا للحنفية، وأما الشهرستاني فيجعل أصحاب الرأي علما على أبي حنيفة وأتباعه فيقول: "ثم المجتهدون من أئمة الأمة محصورون في صنفين. . . أصحاب الحديث، وأهل الرأي، أصحاب =