للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضايا، قد جمعناها - والحمد لله - في كتابنا الموسوم بكتاب: "الإعراب عن الحيرة والالتباس، الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس" (١)، فعبر المؤلف بصيغة الماضي في قوله: كتبنا وقوله: قد جمعناها، وذلك مُشْعر بأنه ألف "الإعراب" قبل "الإحكام".

ثانيا: أحال المؤلف في "المحلى" على "الإعراب" بقوله: ". . . وكثر من هذا سنذكره - إن شاء الله تعالى - في ذكر تخاليط أقوالهم في كتاب "الإعراب" والله المستعان" (٢). فعبر المؤلف بصيغة المضارع الذي لم يقع بعدُ، وذلك دليل قوي على أنه ألف "الإعراب"، بعد "المحلى".

ثالثا: قد يكون ابنُ حزم اشتغل بتأليف "الإعراب" و"المحلى" في وقت واحد، ويعضد هذا القول دليلان:

١ - قد صرح ابن حزم أن من عادته في التأليف الجمع بين تصنيف كتابين في وقت واحد فقد قال: ". . . ولنا فيما تحققنا به تآليف جمة، منها ما قد تم، ومنها ما شارف التمام، ومنها ما قد مضى منه صَدْرٌ، وَيُعين اللهُ عَلَى باقيه" (٣).

٢ - أحَالَ ابنُ حزم في "المحلى" على "الإعراب" بقوله: ". . . وقد أفردنا في كتابنا الموسوم بـ "الإعراب في كشف الالتباس" بابا ضخما لكل


(١) الإحكام في أصول الأحكام (ج ١/ ص ٦١٨).
(٢) المحلى (ج ٦/ ص ٩٦).
(٣) رسالة فضل الأندلس ضمن رسائل ابن حزم (ج ٢/ ص ١٨٦).