للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخِرُ عن الأول (١).

"وإن ذلك التعيين يدلُّ على عناية أسرته بتحرير تاريخ ولادة آحادها وإلا ما تَسَنَّى لابن حزم أن يعرف ميلاده بذلك التعيين الدقيق، ويدل على تَحضُّرِ الأندلس، وعناية أهلها بأخبار مواليدها، وعلى رفعة شأن تلك الأسرة، حتى كانت تُعْنَى هذه العناية" (٢).

وكان مولد ابن حزم بقرطبة في الجانب الشرقي بربض منية المغيرة بقصر أبيه القريب من مدينة المنصور بن أبي عامر الزاهرة قال ابن حزم في معرض الافتخار بقرطبة: " ... فإن قرطبة، مسقط رؤوسنا ومعق تمائمنا" (٣).

* * *


(١) انظر: جذوة المقتبس (ص ٤٩١) والصلة (ج ٢/ ص ٣٩٥) ووفيات الأعيان (ج ٣/ ص ٣٢٦) وتذكرة الحفاظ (ج ٣/ ص ١١٤٦)؛ ولقد جاء في معجم الأدباء (ج ١٢ /ص ٢٣٧) عن صاعد الذي ذكر تاريخ هذا الميلاد ما نصه: "وكتب إلي بخط يده أنه ولد بعد صلاة الصبح من آخر يوم من شهر رمضان وهو ابن ثنتين وسبعين سنة إلا شهرا". وقال أبو زهرة في "ابن حزم" (ص ٢٤): "ونظرة يسيرة إلى ذلك النص تثبت أن ثمة خطأ في النسخ، لأنه إذا كان الثابت أنه توفي في آخر شعبان سنة ٤٥٦ هـ كما هو مذكور في معجم الأدباء، فإنه لِكَيْ يعيش ثنتين وسبعين سنة إلا شهرا، يجب أن تكون ولادته في آخر رمضان سنة ٣٨٤ هـ لا سنة ٣٨٣ هـ، إذ على مقتضى أَنَّ ولادته سنة ٣٨٤ هـ، ووفاته سنة ٤٥٦ هـ يجب أن تكون سِنَّهُ عند الوفاة ثلاثا وسبعين، ولا تكون ثنتين وسبعين، وعلى ذلك يكون التحريف في النسخ ثابتا بدليلٍ من ذات نص ياقوت .... ".
(٢) انظر: ابن حزم لأبي زهرة (ص ٢٣).
(٣) انظر رسالة ابن حزم في فضل الأندلس (ضمن الرسائل) (ج ٢ / ص ١٧٤).