للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

احتجوا (١) لقولهم: إن المياه تنجس بما حلها من النجاسات، بالرواية أن ابن الزبير: "نزح زمزم من زنجي مات بها (٢) " وروي أن ابن عباس نزحها من زنجي مات بها (٣)، وقالوا: ولا مخالف لهم من الصحابة.

قال أبو محمد رحمه الله ثعالى (٤): وكذبوا في ذلك، أَوَّل من صح عنه (٥) خلاف هذا فابن عباس الذي به مَوَّهُوا وأم المؤمنين عائشة، وعمر بن الخطاب، وأبو هريرة وغيرهم (٦).

روينا من طريق وكيع بن الجراح (٧) حدثنا زكريا بن أبي


(١) في (ش): "واحتجوا" هكذا قرأتهُا.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) أخرجه الدارقطني في السنن باب البئر إذا وقع فيها حيوان من طريق هشام عن محمد بن سيرين "أن زنجيا وقع في زمزم يعني فمات، فأمر به ابن عباس، فأخرج وأمر بها أن تنزح ... ". وأخرجه أيضا البيهقي في الكبرى (ج ١/ ص ٢٦٦) من هذه الطريق وقال: "ابن سيرين عن ابن عباس منقطع". وقال في معرفة السنن والآثار كما في التعليق المغني على الدارقطني (ج ١/ ص ٣٣): "وابن سيرين عن ابن عباس مرسل لم يلقه، ولا سمع منه، وإنما هو بلاغ بلغه". وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم ١٧٢٢ (ج ١/ ص ١٥٠) عن عباد بن العوام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن عباس.
(٤) سقطت من (ت).
(٥) في (ش): عنده.
(٦) سيذكر المؤلف الرواية عن هؤلاء الآن.
(٧) وكيع بن الجراح بن عدي الرؤاسي أبو سفيان من الحفاظ المكين، وأهل الفضل في الدين، ممن رحل وكتب وجمع وصنف، وحفظ أحد الأئمة الأعلام، روى عن هشام بن عروة وجعفر بن برقان وخلائق، وعنه أحمد وأمم أخرج له الجماعة مات سنة =