للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الكلام تصحيف من النساخ، وقد كتبوا بدل العشر عشرين" (١).

ثالثا: لقد ثبت أن ابن حزم خالط العلماء في المسجد وهو غلام يافع (٢) "فمستحيل أن يكون مع تلك العناية يجهل تحية المسجد، وإن طبيعة الحياة التي كان يحياها ابن حزم تكذب ذلك، فلقد كان ابن حزم ابن وزير كبير، من كبراء الدولة، وقد بلغ سن الرجولة، فلا يمكن أن يكون جاهلا تحية السجد، لأن ذلك يؤدي حتما إلى أن نقول إنه لم يدخل المسجد قبل ذلك، أو لم يدخله إلا نادرا، وذلك غير معقول بالنسبة لرجل ذي جاه بلغ السادسة والعشرين" (٣).

ولا يَسْلَمُ الخبر الثاني مما قد يقدح في صحته؛ ذلك لأن فيه أن ابن حزم ترك السياسة، وانصرف للعلم انصرافا تاما في السادسة والعشرين من عمره، مع أن الصحيح الثابت أنه وَزَرَ لعبد الرحمن الخامس المسمَّى المستظهر (٤)، الذي بويع بالخلافة في رمضان سنة


(١) انظر: ابن حزم لأبي زهرة (ص ٣٥ - ٣٦).
(٢) فقد اصطحبه أبو علي الحسين الفارسي إلى مجلس أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي زيد الأزدي على ما أومأنا إليه آنفا. وانظر: طوق الحمامة (ص ٢٧٥).
(٣) انظر: ابن حزم لأبي زهرة (ص ٣٥).
(٤) هو عبد الرحمن بن هشام المستظهر بويع بالخلافة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ٤١٤ هـ. وله اثنتان وعشرون سنة، كان في غاية الأدب والبلاغة والفهم، قتل سنة ٤١٤ هـ في ذي القعدة. وانظر: جذوة المقتبس (ص ٢٧) والمعجب (ص ٣٥) والبيان المغرب (ج ٣/ ص ١٣٥ - ١٣٩).