غير محلها؛ مع ما فيها من تحريفات، ومقتضى كلام النووي أن تكون العبارة هكذا:
"أبو المنذِر القَزَّاز: بقاف في بعض النسخ، وهو الأشهر، وبباء في أكثرها، وبزايين الأولى مشددة، وهو إسماعيل بن عُمَر".
وإليك نص النووي، فقال -رحمه الله- شارحًا لقول الإمام مسلم:"حدثني محمد بن رافع، قال نا أبو المنذر القزاز إلخ": وذكر في هذا الإسناد أبو المنذر القزاز، هكذا هو في بعض نسخ بلادنا "القزاز" بالقاف، وفي أكثرها "البزاز" وذكر القاضي أيضًا اختلاف الرواة فيه، والأشهر بالقاف، وهو الذي ذكره السمعاني في الأنساب، وآخرون، وذكره خلف الواسطي في الأطراف بالباء عن رواية مسلم، لكن عليه تضبيب، فلعله يقال بالوجهين، فالقزَّاز بزَّاز.
وأبو المنذر هذا إسماعيل بن حسين بن المثنى، كذا سماه أحمد بن حنبل فيما ذكره ابن أبي حاتم في كتابه، واقتصر الجمهور على أنه إسماعيل بن عُمَر، قال أبو حاتم: هو صدوق، وأمر أحمد بن حنبل بالكتابة عنه، وهو من أفراد مسلم". انتهى كلام النووي. (كتاب الصيد، والذبائح، باب إباحة ميتات البحر، ٢/ ١٤٩). اهـ.
ولنكتف بهذا القدر من الأمثلة؛ وهذا غيض من فيض، وقد تجلى بذلك ما كان عليه كتاب "المغني" قبل هذه الخدمة، وما قد صار إليه بعدها، فما علينا إلا الشكر، والدعاء للمحقق -حفظه الله- فقد كُفِيَتِ الأوساط العلمية بخدمته هذه عن أنواع من المشكلات أثناء الاستفادة من هذا الكتاب القيم، جزى الله المؤلف، والمحقق، والناشر، وكل من له إسهامٌ ما في إخراج هذا الكتاب بهذه الصورة أفضل ما يجزي به عباده الصالحين، وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.