للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن سقط شيء؛ يخط من موضع السقوط خطا صاعدًا إلى فوق معطوفة [بعطفة] يسيرة إلى جهة حاشية اللَّحَق، ويكتب عند انتهاء السَّقط "صح" على المختار، و [تُختار] الحواشي لشرح معنى، وبيان غلط، واختلاف رواية، واختير له إخراج الخط أيضًا، لكن وسْطَ الكلمة المخرَّج لأجْلها، لا بين الكلمتين؛ لأن لا يلتبس السقط.

ويكتُب "صح" عند كلام؛ فما دونه صح روايةً، ومعنًى؛ وهو عُرضة للشك فيه، أو الخلاف، ليعلَم به أنه اعتنى به، ولم يغفَل عنه، ويُسمى "التصحيح".

ويكتب خطًّا ممدودًا [أوله] كالصاد بدون [تقويره] (١) على ثابتٍ نقلًا، فاسدٍ لفظًا، أو معنًى، أو ضعيفٍ روايةً، أو ناقصٍ، ولا يلزق الخط بالممدود عليه؛ لأن لا يُتوهم الضرب عليه، ويسمى "التضبيب"، و"التمريض"، و [غرضه] الإشارة إلى أن الرواية ثابتة؛ حتى لا يُتبادَر إلى إصلاحه بتوهُّم كونه من الكاتب.

وإذا وقع في الكِتاب ما ليس منه؛ فالضرب عليه أولى من الحكّ، أو [المحو].

و"الضرب" أن يخط فوقه خطًّا ملتزقًا به، ولا يطْمِسه، ويسمى: ["الممشق"] (٢)، وقيل: أن يخط منفصلًا، لا ملتزقًا معطوفًا بطرفيه على أوله، [وآخره] كنون مقلوب، وقيل: أن [يحوِّق] على أولِه نصف دائرة، وعلى آخره نصفها، و [يحوِّق] أولَ كلِّ سطر، وآخرَه، وقيل: يكتب "لا"، و"من" في أوله، و"إلى" في آخره، وإن [تكرَّرَ] حرف؛ يضرِب على الثاني، وقيل: يُبقي أحسنهما صورةً، وقيل: إن كانا أولَ السطر؛ يضرب على الثاني، فإن كانا آخرَه؛ يضرِب على أولِه صيانةً للأول، والآخِر عن الطَّمْس.

ولنُقَصِّر عِنان القَلَم، ونسأل الله المنَّان أن يصون أوائل أمورِنا، وأواخِرَها، عن


(١) هذا اللفظ غير واضح في المخطوطة، وفي بعض المطبوعات: "تصويره" بالصاد، ولا معنى له، وأرى أنه "تغويره"، أي: يكتب مثل الصاد المهملة بدون الدائرة هكذا: "صـ" زين من حاشية إرشاد طلاب الحقائق ١/ ٤٤٢.
(٢) كذا في نسخ المغني، والصواب: "الشقّ" كما في المقدمة لابن الصلاح، وتوابعها. زين.

<<  <   >  >>