وفي ذلك من الفساد العظيم ما لا يخفى على بصير قال وكأني بأحمق من الفقهاء يقول: تعين علي طلب القضاء، وأنا لا يخفى علي ما قاله الفقهاء فيمن تعين عليه، ولكن من الذي تعين عليه؟ (وأين هو في زماننا هذا) فقائل هذا ممن لبست عليه نفسه واستزله الشيطان من حيث لا يدري، أو ممن يريد التلبيس على الناس، هو [عليهم أضر من إبليس] نعوذ بالله منه"، ثم قال: "وقد أنشدنا بعضهم في قاضيين عزل أحدهما وولي الآخر:
عندي حديث طريف … بمثله يتغنى
في قاضيين يعزى … هذا وهذا يهنا
هذا يقول آكرهونا … وذا يقول استرحنا
ويكذبان جميعاً … [فمن] يصدق منا
فإذا بلى الله تعالى أهل هذه الحزقة بولاية الجهال عليهم، ووصول وظائف القضاء، ومناصب الدين لغير أهلها، أليس ذلك عدلاً من الله سبحانه"!