للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان علي إذا بلغه ظلم بعض عماله يقول: "اللهم إني لم آمرهم أن يظلموا خلقك، ولا أن يتركوا حقك".

وقد روى أن الظلمة وأعوانهم وأشباههم يحشرون في توابيت من نار، ثم يقذفونهم في النار. نسأل الله السلامة.

ثم ينبغي للسلطان، أو الأمير، وكل ذي جاه، أن يتنبه لأمر عظيم، وهو أنه لا يجوز أن يحموا أحداً من المفسدين بعد استحقاقه لإقامة الحد عليه، كأن يرتكب بعض الفلاحين أو العربان جريمة، ثم يلتجئ إلى كبير أو قرية صاحب جاه، فيحميه على الله ورسوله والمسلمين.

"ففي صحيح مسلم عن علي – ، قال: قال رسول الله : "لعن الله من أحدث حدثاً، أو آوى محدثاً" "فكل من أوى محدثاً من هؤلاء، فقد خان الله ورسوله، وعليه لعنته"، "فإنه لا يجوز تعطيل حدود الله تعالى وإقامتها، وخصوصاً بعد ثبوتها على مستحقيها، لا بعفو، ولا بشفاعة، ولا هبة، ونحوها، ومن عطلها، وهو قادر على إقامتها فعليه لعنة الله والملائكة

<<  <  ج: ص:  >  >>