وقال حرملة عن الشافعى: هانىء بن هانىء لا يُعرَف، وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله». اهـ.
وفي (الكامل) لابن عدي: «حدثنا أحمد بن علي، أخبرنا بحر بن نصر، قال: أملى علينا الشافعي، قال: هانئ بن هانئ لا يُعرَف».
وذكره البيهقي هذا الحديث في (شعب الإيمان)(١١/ ١١٦) بصيغة التمريض: (رُوِي)، وقال في (السنن الكبرى) بعد أن ذكره: «هانئ بن هانئ ليس بالمعروف جدًا وفى هذا ـ إن صح ـ دلالة على جواز الحجل وهو أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح».
ثانياً: ليس للحديث ـ إن صح ـ علاقة بالتمايل عند الذكر لا من قريب ولا من بعيد، فليس في الحديث أنهم كانوا يذكرون الله - عز وجل -، بل غاية ما فيه جواز الحجل عند الفرح.
شبهة: يستدل الصوفية لجواز الرقص بالذكر بحديث رواه ابن أبي الدنيا: حدثنا علي بن الجعد، أنا عمرو بن شمر، حدثني إسماعيل السدي، سمعت أبا أراكة يقول: صليت مع علي صلاة الفجر، فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين، ثم قلب يده، فقال: والله لقد رأيت أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوا يصبحون صُفرًا شُعثًا غبرًا، بين أعينهم كأمثال ركب المعزى، قد باتوا لله سجداً وقياماً، يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تنبل ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين، ثم نهض فما رُئي بعد ذلك مفتراً يضحك، حتى قتله ابن ملجم عدو الله الفاسق.
الرد: هذا الأثر أخرجه ابن عساكر والدينوري وابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية وغيرهم، ومداره على عمرو بن شمر عن السدي عن أبي أراكة.
وهذا الأثر لا تصح روايته ولا يصح الاستدلال به لأنه شديد الضعف، لما ذكر في رجال إسناده:١ - في إسناده عمرو بن شمر قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (٤/ ٣٦٦): «عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي أبو عبد الله.