جـ- طلب الدعاء من الحي الحاضر، نحو توسل الأعمى بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، كما جاء في حديث عثمان بن أبي حنيف، حيث طلب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - من الأعمى أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ويسأل الله أن يقبل شفاعة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيه، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فرد الله بصره.
وكاستسقاء عمر بدعاء العباس - رضي الله عنهما -، ولا يظنن خاطئ أن عمر استسقى بذات العباس، إذ لو كان الاستسقاء بذاته لاستسقى عمر بذات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو أفضل من العباس ومن جميع الخلق، بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
٥ - هل تعلم أن رسولك - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»؟ (رواه البخاري). والإطراء هو المبالغة في المدح والكذب فيه، ومن ذلك اعتقاد معظم الصوفية:
أ- أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - خُلق من نور، وجميع الأنبياء من لدن آدم خلقوا من نوره، وهذا منافٍ لما أخبر به الله - عز وجل - أنه من بني آدم، وقد خلق الله آدم - عليه السلام - من طين.
ب- أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - حي في قبره كحياته قبل موته، يستقبل الزائرين ويصافحهم ونحو ذلك، وقد قال الله تعالى:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، وقال:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}.
مع يقيننا الصادق أن روحه - صلى الله عليه وآله وسلم - في أعلى الجنان، وأن الله حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء، وأن الحياة البرزخية تختلف عن الحياة الدنيا وعن الحياة الآخرة.
جـ- اعتقاد كثير من الصوفية أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يُرى يقظة بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، بل من الصوفية من يزعم أنه يكلم الله من غير واسطة، وأن بعض الطرق خرج مرسوم إنشائها بأمر الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأنهم أخذوا عنه بعض الصلوات والأذكار، وأنه يحضر الموالد، والبعض إذا جلسوا لذكر الجمعة فرشوا ملاءة، وزعموا أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يجلس في وسطها، وخلفاؤه الراشدون في أركانه.